محمد عواد – سبروت 360 – مستشار الانتقالات، فقرة يومية من موقع سبورت 360 خلال فترة الانتقالات، نناقش فيها أخر أخبار السوق وعلاقتها بالأندية الكبرى في أوروبا.
عكس سيرتهم الأولى، هذا ما يحدث في سوق انتقالات الدوري الإيطالي، فأولى صفقات يوفنتوس كانت في خط الهجوم، وكذلك فعل ميلان مع صفقتين أيضاً، وذهب فيورنتينا لجناح بالميراس ماتوس، وجدد روما بقاء إيباربو، ويحاول انتر ميلان بكل قوة من أجل محمد صلاح.
يوفنتوس أنقق ما يقارب حتى الآن 50 مليون يورو من أجل ديبالا وماندزوكيتش، وباستثناء الإنتر الذي أنفق بسخاء على كافة الخطوط، فإن ميزانية روما تبدو لخط الهجوم مع اقتراب التعاقد مع إدين دزيكو أو يوفتيتش من مانشستر سيتي،الأمر الذي ينطبق على ميلان بصفقتي كارلوس باكا ولويز أدريانو.
والسؤال لماذا الإصرار على البناء من الأمام للخلف؟ ، وليس حسب النهج المتبع في عقلية الطليان “الهجوم يضمن لك الانتصارات والدفاع يضمن لك الألقاب”.
هناك سببان يلعبان دوراً في ذلك:
** تراجع مستوى الدوري الإيطالي
عندما يتراجع مستوى بطولة معينة، يصبح المهاجمون أكثر ضمانة لتحقيق النتائج من المدافعين، ولا يعود المهم كم تتلقى من الأهداف، بل كم تسجل.
الرهان على خط دفاع قوي في بطولة ضعيفة وخط هجوم عادي قد يدخل الفريق في تذبذب نتائج، وهذا ما حدث مثلاً مع روما الموسم الماضي، حيث كان تراجع نتائجه متعلقاً بضعف أدائه الهجومي الذي انعكس على النتائج والمردود الدفاعي أيضاً.
لتحقيق نتائج في دوري انخفض مستواه، يجب أن يكون التفكير مختلفاً عما كان عليه الحال في الماضي، فيبدأ التركيز على المهاجمين ليستغلوا تراجع مستوى خطوط الدفاع في البطولة، وباحثين عن تحقيق نتائج.
المثال الأكثر ظرافة ولو كان غريباً حول ذلك، يتعلق بمواجهتك لشخص على لعبة فيفا أو برو إيفولشن، وهو ضعيف المستوى، وأنت لا تملك أي لاعب يستطيع تسجيل الأهداف رغم امتلاكك أفضل 4 مدافعين في اللعبة، سيكون احتمال تعثرك أكبر من احتمال تعثرك بامتلاك مدافعين عاديين ومهاجمين مميزين.
** الطموح لدى الجميع محدود ويوفنتوس حالة خاصة ومانشيني عنيد
باستثناء يوفنتوس، فإن طموح الفرق الإيطالية حالياً محدود، بناء على طبقات ينقسمون إليها.
فهناك روما و نابولي وميلان المهتمون بالعودة إلى دوري الأبطال، والألقاب لا تهمهم في هذه المرحلة، فالمركز الثالث سيكون جيداً ويحتفلون به.
وهناك فرق مثل فيورنتينا ولاتسيو وسامبدوريا يهمها المنافسة والظهور في الواجهة، والبقاء قرب المراكز الأوروبية للحفاظ على استقرار ميزانيتها، وإن تحقق ما هو أفضل من ذلك مثل ما حدث مع لاتسيو، سيكون موسماً تاريخياً.
هذا الطموح المحدود لمعظم هذه الفرق، يجعل السوق محدودة بتحقيق هذه الأهداف قصيرة الأمد، على أن يتم الانتقال للمرحلة الجديدة بعد تحقيق الأهداف الحالية، وبالتالي فإن البناء الكامل من الدفاع للهجوم لن يكون الآن لمعظم هذه الفرق.
حالة خاصة أخرى في ايطاليا تتمثل بالمدرب روبرتو مانشيني، الذي يصر على حالة شبه مثالية في البناء، وقام بشراء لاعبين في كافة المراكز، لأنه شخص طموح ومقاتل، بغض النظر عن قدراته التدريبية.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: