لماذا تنفذ رمية التماس باليد والركلة الركنية بالقدم؟

محمد عواد – سبورت 360 – معلومات 360، هي سلسلة مواضيع غير دورية، يتم طرحها للوقوف على إحدى القضايا الملفتة في عالم كرة القدم من زاوية معلوماتية بحتة.

هناك طرفان فقط في اللعبة يستطيعان لمس كرة القدم باليد في وقتنا الحالي، الحارس واللاعب الذي ينفذ رمية التماس، ومن الواضح أن السماح للحارس بلمس الكرة باليد جاء ليقلل من عدد الأهداف المسجلة.

في كرة اليد وكرة السلة يتم إعادة الكرة باليد تماماً كما تتم كل اللعبة باليد، لكن كرة القدم مختلفة، حيث أن وجود رمية تماس باليد هو أمر ملفت، كما أن لعب الركلة الركنية بالقدم بدلاً من اليد على طريقة التماس أمر أخر يحتاج تفسيرا!

لا بد للملعب من حدود

الشيء الأساسي في أي رياضة هو وجود حدود للملعب، وهذا أمر بديهي، سواء كانت اللعبة فردية أو جماعية، حتى لا تتحول إلى رياضة لا نهائية.

مسألة وجود حدود للملعب، تخلق مباشرة مسألة أخرى؛ تجاوز الكرة أو اللاعب حدود الملعب، الذي ينبغي التعامل معه بطريقة ما لاستكمال اللعب.

قصة قوانين شيفيلد

قوانين شيفيلد هي القوانين الأساسية للعبة كرة القدم، حيث كانت اللعبة تمارس في مدينتهم فقط حسب قواعد ثابتة ما بين 1857 إلى 1877، وهي أول مجموعة قوانين ثابتة منظمة للعبة كرة القدم.

اعترف الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بهذه القواعد عام 1877، وتم اعتمدها في كافة أرجاء البلاد، وهي القواعد التي يجب العودة إليها لفهم أي شيء من أساسيات كرة القدم مثل رمية التماس والركلة الركنية، وهي القواعد التي جعلت الانجليز يفخرون بكونهم مخترعو كرة القدم بشكلها الحديث.

رمية التماس باليد 

في القرن التاسع عشر، اختلف الناس حول إعادة الكرة إلى الملعب عندما تجتاز حدوده على الجوانب.

منهم من أتاح إعادتها بأي طريقة، ومنهم من ألزم إعادتها بالقدم، ومنهم من رأى أن اليد هي الحل الوحيد.

انتصرت في النهاية فكرة إعادة الكرة باليد، ليس لأسباب كروية، بل لأن لعبة الرجبي كانت طاغية بشعبيتها خلال القرن التاسع عشر، وبالتالي كانت الاستعانة بطريقتهم في إعادة الكرة للملعب.

ومن وحي لعبة الرجبي، كانت فكرة تنفيذ الكرة باليد بشكل معين وزاوية معينة، لكن شيفيلد كانوا أول من اقترحوا أن يتم نقل الكرة لتكون بحوزة الفريق الأخر غير الذي أخرج الكرة، على العكس من الفكر السائد آنذاك بأن من يصل أولاً للكرة يقوم بتنفيذها على شكل رمية تماس.

الركلة الركنية رحمة !

ما قبل الركلة الركنية، لم يكن هناك مرمى، بل كان هناك علمان بينهما مسافة، والمطلوب كان إدخال الكرة بين هذين العلمين بغض النظر عن الارتفاع.

في عام 1868، نصت قواعد شيفيلد على إلغاء فكرة العلمين التي جعلت اللعبة تشبه الرجبي كثيراً، وتم إدخال مفهوم المرمى بقوائم، ووضع حارس مرمى مسموح له التحرك ولمس الكرة بيده بمساحة ضيقة (أقل من الآن بكثير).

استمرت فكرة أن الفريق الذي يقطع مسافة الملعب كاملاً، ولا يستطيع تسجيل الهدف سيكون قد ضاع كل جهده بلا مقابل، وهي قناعة من رياضة الرجبي ايضاً، كما أن لجوء البعض إلى إخراج الكرة بشكل سلبي قد يفسد اللعبة.

فكانت فكرة الركلة الركنية، وسمح بتنفيذها بالقدم لتكون مكافأة بنسبة أعلى من الخطورة للفريق المهاجم الذي قطع مسافة الملعب، وكي يتجنب الخصم إخراج الكرة بأي شكل كان.

تنفيذ الركلة الركنية بالقدم هو أيضاً مستوحى من فكرة التسديدات البعيدة بالرجبي، ولكن بشكل مختلف، وقواعد مختلفة تماماً.

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:





Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *