محمد عواد – سبورت 360 – أظهر نادي الأهلي المصري وجماهيره تحفظاً على فوز برشلونة بكأس العالم للأندية، أكثر مما فعل ريفر بليت الخاسر في المباراة النهائية وريال مدريد الخصم اللدود للنادي الكتلوني، وذلك بعد اعتبار البرسا نفسه الأكثر فوزاً بالألقاب القارية.
من يحب الأهلي المصري اندفع ليكتب ويبرر موقف ناديه العريق، في حين من يحب الزمالك أصبح برشلونياً ولديه وجهة نظر أخرى، لكن الواقع يقول الأهلي وبرشلونة على حق !
حتى لا نخلط بين الأكثر والأفضل
كون الأهلي أو برشلونة الأكثر فوزاً بالألقاب القارية، فهذا لا يدفعنا إلى المقارنة بينهما، فنحن نتحدث عن اختلاف مستويات كبيرة في القارات التي ينتمي لها كليهما، وهذا أمر أعتقد أنه غير قابل للنقاش “منطقياً” ولا حتى “عاطفياً”.
فلا يمكن أن نقول أن الأهلي أفضل من برشلونة وبايرن ميونخ وميلان وريال مدريد لأنه أكثر فوزاً بالألقاب القارية.. ولا أتحدث هنا عن الأهلي بالذات بل عن فكرة مقارنة مستويات مختلفة.
نقطة الخلاف
حجة الأهلي وحتى ريال مدريد بالمقارنة القارية مع برشلونة تعود إلى أن الفريق الكتلوني فاز بلقب كأس المعارض الدولية 3 مرات، وهي بطولة أقيمت ما بين 1955 -1971، لكنها غير محفظوظة بسجلات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
فبرشلونة ومع فوزه يوم أمس بكأس العالم الأندية أصبح لديه (20 لقباً من منظوره) و(17 لقباً من منظور خصومه).
لو وافق برشلونة على حجة خصومه، فإنه لن يصبح الثاني بل الثالث خلف الأهلي(20) وريال مدريد (18).
كأس المعارض ليست تحت الاتحاد الأوروبي .. لكن من قال إنها ليست رسمية؟
كأس المعارض الدولية، أحد أهم البطولات عرفتها أندية أوروبا، ليس لقوتها، بل لأنها كانت البذرة التي انطلقت بجوار دوري أبطال اوروبا، ثم تحولت شخصياً لكأس الاتحاد الاوروبي (الدوري الاوروبي حالياً) عام 1971 مع تبني الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لها.
الفكرة من إنشاء كأس المعارض الدولية كان تسويق معرض التجارة الدولية، وذلك من خلال مباريات تقام بين الفرق التي تستضيف مدنها معارض التجارة الكبرى، ولكنها توسعت لاحقاً لتدخل في حساباتها أبطال الدوري والكأس في البلاد المعنية بالمعارض التجارية.
صحيح أن الاتحاد الاوروبي لا يحتفظ بسجلات كأس المعارض الدولية، وهذا طبيعي مثلما يفعل مع دوري أبطال أسيا، لأنه باختصار لم يكن المنظم لها، فهل يمكن أن يأتي برشلونة ويقول لم يفز الأهلي بأي بطولة لأن الاتحاد الأوروبي لم يشرف على دوري أبطال أفريقيا؟.
موقف برشلونة يصبح أقوى عندما نعلم أن الفيفا يعترف ببطولة كأس المعارض، ويعلن في نشراته حول بعض الأندية عن عدد البطولات التي حملوها من كأس المعارض.
لم تكن بطولة “بلياردو ولا تنس”
لم تكن بطولة كأس المعارض الدولية بطولة لا يهتم بها أحد، بل كان لها حضورها الإعلامي المتنامي، وهناك فرق تفخر بفوزها به حتى يومنا هذا.
كانت قوانين واضحة ومحددة تطبق، وسجلات اللاعبين تخضع لقوانين واضحة، تماماً كأي بطولة رسمية، فليس فيها 10 تبديلات وليس اللاعبون فيها يأتون لتمثيل فريق لمدة ساعة مقابل أجر مالي.
كلاهما على حق!
من وجهة نظر برشلونة فهو على حق تماماً، فقد فاز ببطولة كانت تلقى اعترافاً قارياً على المستوى الشعبي والإعلامي في الماضي، وإن كانت غاياتها الأولى تنشيط حركة التجارة الأوروبية بعد الشرخ الذي خلقته الحرب العالمية الثانية، وبالتالي وبمنظور ذلك العصر فبرشلونة حمل ألقاباً قارية مهمة.
ومن منظور الأهلي وريال مدريد فهما على حق أيضاً، فالبطولة ليست قارية بالمعنى الحرفي لأنها لم تنظم من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لكن هذا بمفهوم الحاضر والذي نعيشه اليوم، وليس بمفهوم يوم تتويج برشلونة بكأس المعارض.
باختصار برشلونة على حق من منظوره المنطلق من نظرة الناس للبطولة في الماضي، والأهلي كذلك من نظرة الحاضر إلى البطولة، فالمسألة زاوية رؤية وليس مسألة حقائق.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: