محمد عواد – سبورت 360 – لم يكن قراراً عادياً الذي أقدم عليه بيب جوارديولا بالرحيل عن بايرن ميونخ بعد انطلاق الموسم الحالي بعدة شهور فقط، والذي يظهر فيه فريقه أقوى من أي وقت مضى، ونال فيه المدرب أعلى درجات التقدير خصوصاً في ظل إنهيار مدربين كبار في بطولات أخرى.
جاء تعويضه مباشرة كما هو متوقع باسم كبير مثل كارلو أنشيلوتي، ليظهر بايرن ميونخ سياسة ثاتبة في التعاقدات، وليخلق جوارديولا علامات استفهام عما يتحكم بخطوات هذا الرجل، فالبافاري يدفع له أجراً عالياً، ولن تكون المشكلة مالية أبداً، كما تم منحه صلاحيات كبيرة في سوق التعاقدات ولم يتدخل أحد بفلسفته، لدرجت سمحت بالتخلي عن رمز مثل شفاينستايجر.
التنافس الغائب محلياً .. وموسم يتوقف على مباراة
لعل أسوأ شيء وجده بيب جوارديولا في المانيا، هو أن دمج فلسفته الهجومية مع قوة بايرن ميونخ وفارق الجودة، يعني خلق فريق غير قابل للهزيمة – محلياً – إلا مصادفة، فكما فعل بفوزه مع برشلونة في 3 ألقاب دوري من أصل 4 رغم وجود ريال مدريد، فهو قادر على الفوز بنسبة أكبر من ذلك من ألقاب الدوري الألماني.
غياب التنافس، يخلق نوعاً من الملل، ويخلق نوعاً من تقليل احترام الآخرين لمجهود المدرب، وهذا أخر شيء يحتاجه شخص تلوح أمامه فكرة تخليد اسمه ضمن الأفضل في التاريخ.
شخصية جوارديولا .. ملولة !
منذ نهاية الموسم الثاني له مع برشلونة والحديث عن رغبته بالرحيل، مرة بحجة التحكم بسوق الانتقالات من قبل الإدارة، ومرة بحجة إرهاقه، وذهب لخيار الإجازة المفاجىء بعد 4 سنوات من التدريب فقط.
بعض الكتب التي تناولت سيرته تحدثت عن جانب من الصبر القليل في شخصيته، وأنه رغم الهدوء الذي يظهره فقد ينفجر لأمور صغيرة، الأمر الذي قد يعني أننا أمام مدرب سيغير فريقه كل 3-4 سنوات بسبب طبيعة شخصيته بغض النظر عن النتائج، فهو باختصار .. يمل سريعا!
زوجته !
التقارير الواردة من صحف إنجليزية تتحدث عن عشق زوجته للندن والحياة فيها، فعاصمة الضباب دوماً ما خطفت نجوماً بسبب زوجاتهم كما فعلت مع شيفيشنكو على سبيل المثال.
الرغبة بالحياة في لندن، لا تعني أنه يجب أن يدرب آرسنال أو تشيلسي، بل إن خيار مانشستر يونايتد متاح، ليكون السفر أسهل على زوجته للعاصمة، والاستقرار فيها من وقت لآخر.
علاقة جوارديولا بعائلته قوية، وقد يكون دافعه المرتبط بزوجته، مرتبط أيضاً بجعل ابنته تنشأ في مدارس وجامعات بريطانيا العريقة بلغة العصر الإنجليزية، كما كان دافع مورينيو في خطوته التالية لريال مدريد، حيث اعترف أنه اختار انجلترا لجعل ابنته تدرس الجامعة هناك.
مشروع صناعة التاريخ
في كتاب “أسرار بيب” جاء أن المدرب شعر بالانتماء الكبير لمانشستر يونايتد، وقال لزوجته “هذا المكان أريد التواجد فيه”، ومن الواضح أن خلافة السير اليكس فيرجسون حلم يراود الخصمين؛ بيب جوارديولا وجوزيه مورينيو، لأنهما يشعران أن النجاح الكبير مع الشياطين الحمر يعني التربع على عرش الأفضل في التاريخ، متسلحين بنجاحات في أماكن مختلفة قبل ذلك على العكس من المعتزل الأسكتلندي.
لدى بيب جوارديولا مشروع صناعة تاريخ في مانشستر سيتي، لو استطاع أخذ هذا الفريق إلى القمة في أوروبا وثبته على القمة في إنجلترا، فإنه يكون قد خلق عملاقاً قاهراً فنياً وكروياً، بعيداً عن أحاديث مساهمة المال فقط بنجاحاته والذي يظهر من خصومه من حين لآخر.
مهما حاول جوارديولا أن يفعل مع بايرن ميونخ فتاريخ الفريق كبير وأكبر من أي شيء يستطيع القيام به، على العكس من نجاحه بإيصال مانشستر يونايتد ليكون أفضل فريق إنجليزي في أوروبا عبر التاريخ، أو قيادة السيتي لأرقام مهمة محلياً وقارياً.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: