محمد عواد – سبورت 360 – أيام قليلة تفصل الانطلاقة الرسمية لشبكة بي إن الموسعة في المنطقة، والتي تشمل قنوات مخصصة للأفلام والترفيه، الأمر الذي يعد سابقة في خدمات شبكة الجزيرة بشكل عام، والتي عرف عنها أسلوب طرح معين حتى بقناة الأطفال الخاصة بها.
تمدد يشبه كثيراً بي بي سي في بريطانيا التي تغطي كل الجوانب، ويحاكي بعض تجارب OSN في المنطقة العربية، وفي ظل الترويج والاحتفال على شاشات القناة البنفسجية، فإنه لا بد من التوقف قليلاً، لأن القاعدة الأساسية تقول “ليس هناك تغيير وتقدم من دون تضحيات”.
إشاعات عن رغبة بشراء OSN !
خلال مؤتمر دبي الرياضي التقيت العديد من الإعلاميين، ومعظم من أخذنا النقاش معهم إلى قضية التمدد هذه، أجمع على أنباء حول محاولات لشراء شبكة OSN على غرار ما جرى مع ART في الماضي، وهو ما يمثل اختصاراً للوقت من أجل تحقيق النجاح في حال كنت تملك المال الكافي لفعل ذلك، وهو سلوك اقتصادي مبرر حول العالم كله.
على كل حال، هذه الإشاعات لا تبدو واقعية بالنسبة لي شخصياً، وإن كانت مبررة منطقياً وتاريخياً، فعروض بي إن عبر تاريخها كانت من النوع الذي لا يمكن رفضه، سواء عند شراء حقوق من شبكات أخرى، أو عند شراء الحقوق الحصرية في المنطقة.
إعادة هيكلة الجزيرة والاقتصاد المتشائم
شهدت قناة الجزيرة الإخبارية إعادة هيكلة كبيرة خلال العام الماضي، والذين يعملون في القطاع يعرفون أن هذه سنة الحياة في هذا المجال، عندما يتعلق الأمر بالحسابات والميزانيات المالية، ولا تعود المسألة مجرد خدمة أو أداة لتحقيق أهداف.
الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر خرج في مؤتمر صحفي شرح فيه رؤياه لسنوات البلاد المقبلة، وذلك خلال فترة عملية إعادة الهيكلة التي قيل إنها أفقدت عدداً كبيراً وظائفهم، وفيه قال ما معناه “لا بد من ترشيد الإنفاق في ظل الظروف المحيطة، ولا بد من التوقف عن تحقيق النجاح بالاعتماد على الأموال فقط حيث يختبىء كثيرون بفشلهم خلف الإنفاق الكبير”.
وأصبح الاستماع لنشرة أخبار اقتصادية حالياً أكثر سلبية من مشاهدة أخبار المنقطة العربية، فالجميع هناك متشائم، وجميع الاقتصادات تحقق تراجعاً، وحسب اللاعبين الرئيسيين في هذه اللعبة، فإن 2016 و2017 ستكون أعواماً صعبة على الجميع، وخصوصاً في منطقتنا بسبب الظروف السياسية وبسبب انخفاض أسعار النفط.
كل ما سبق، يجعلنا نعرف بأن عملية الإنفاق السخي من دون حسابات باتت من زمن ولى، وبالتالي لا بد من توقع تغييرات بجانب هذا التوسع.
توسع أسرع من المعقول وبطولات منسية
التوسع الذي قامت به قناة بي ان سبورتس (تحت مسماها القديم الجزيرة الرياضية) سيذكره التاريخ على أنه أسرع توسع في تاريخ القنوات الرياضية حول العالم، فجأة، تحولت من قناة تملك بطولة واحدة إلى إمبراطورية كرة القدم في العالم، ولم يعد من المنطق سؤال “أين سيتم نقل هذه المباراة أو الحدث؟… فالجواب واحد بي إن سبورتس !”
التوسع لم يتوقف على كرة القدم، بل كل رياضة تقريباً، وهذا جعلنا نصل إلى حد أعلى بكثير من الإشباع، وضغط أكبر من الممكن تغطيته كما يجب، ما جعلنا نرى بعض المباريات التي تعتبر مهمة في بطولاتها من دون استوديو تحليلي، لأن تغطية كل شيء تتطلب أمر من اثنين؛ فريق عمل لا يغادر مكان عمله خلال السنة، أو فريق عمل بعدد خرافي لا يمكن إيجاد مكان له ليعمل في مكان واحد!
الخطوة الأولى على المدى القصير
الخطوة الأولى التي سنراها على المدى القصير، وهنا أقصد بعد سنة من الانطلاق الترفيهي، تتعلق بالتخلص من بعض البطولات التي تعد حملاً إضافياً بلا عدد فعلي من المهتمين، وهذا قد يشمل حتى خسارة بعض بطولات الكؤوس على سبيل المثال مثلما حصل مع كأس ايطاليا، وقد يمتد الأمر لبعض الرياضات الجماعية الأخرى.
الحل الثاني بأن نرى خفضاً في مستوى التغطية بشكل تدريجي لبعض البطولات، ويكون التركيز على الظهور بقوة في المباريات وليس على مدى الموسم، مع خفض واضح بكثافة التغطية لأن فريق العمل سيكون من الاستحالة توسعه أكثر، لأن هناك فريق عمل آخر يتم تحضيره.
المدى الطويل في حال نجاح القسم الترفيهي
حققت شبكة OSN في المنطقة العربية ما يزيد عن مليون مشترك، وهي التي لا تملك العديد من البطولات الرياضية للعرب وإن امتلكت في المنطقة بعض البطولات الجاذبة للجاليات البريطانية والهندية في منطقة الخليج العربي، لكن يبقى معظم مشتركيها من المواطنين الأصليين، مما يظهر قوة القسم الترفيهي في جذب المتابعين.
في حال نجح القسم الترفيهي البنفسجي، سيكون هدف بي إن الأهم هو عدد المشتركين، وليس سبب اشتراكهم، وبالتالي فإن نجاح القسم الترفيهي يعني تخفيف أهمية الاستثمار في الرياضية منها، وبالتالي ومن باب المنطق ومن باب الظروف المحيطة فإن علينا أن نتوقع رؤية بعض التراجع في حدود الإمبراطورية مع التأكيد على أنها ستبقى الأقوى والمسيطرة حتى عام 2022 على أقل تقدير.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: