85 ألف فكرة حتى نفهم فلورنتينو بيريز ثم نحكم عليه!

محمد عواد – سبورت 360 – لم يعد فلورنتينو بيريز بعيداً عن مرمى نيران جماهير ريال مدريد، فعلى العكس من أيام إقالة جوزيه مورينيو التي كان فيها إجماع من عشاق البرتغالي وأعدائه على أن الرحيل أفضل للطرفين، فإن رحيل أنشيلوتي خلق شرخاً كبيراً بين الرئيس الذي يحب جماهير الملكي وصفه بالشامخ، والمتابعين الذين باتوا يستذكرون لحظات تم مدحها في الماضي، لكنهم يقومون بذمها الآن.

لماذا 85 ألف فكرة؟
لأن الرجل معقد جداً وعصي على الفهم، ينجح ثم يفشل ثم ينجح ويعيد كرة الفشل، يقيل شخصاً بسبب علاقته السيئة مع اللاعبين، وقبلها أقال من طالب كل اللاعبين ببقائه علانية، يصبر على أحدهم بلا ألقاب ثم يطرد شخصاً حصد النجاح، رفض يورجن كلوب لأنه لم يتعامل من قبل مع نجوم، ثم عين مدرب لم يسبق له التدريب أساساً!

طموح عالي وعاشق حقيقي
لا يمكن الاختلاف أبداً على طموح فلورنتينو بيريز، فهو يؤمن أن ريال مدريد يجب أن يكون الأفضل في العالم، ورغم محاولاته الفاشلة المتكررة لفعل ذلك، لكنه استطاع وضع النادي الملكي في عام 2014 على القمة الكروية، كما فعل ذلك عدة مرات في الماضي.

يرفض الفشل بغض النظر عن أن برشلونة المنتصر أم غيره، فهو يريد أن يرى ريال مدريد ناجحاً، ونواياه سليمة في هذه المسألة فهو عاشق لريال مدريد، لكن أفعاله لا تناسب هذا الطموح، بل إن هذا الطموح يبدو وكأنه يعميه عن أسس منطقية في كرة القدم الحديثة، وكأننا أمام قوله الشاعر “ما كل ما يتمنّى المرء يُدرِكه … رُبَّ امرئ حَتْفُه فيما تمناه”.

مشكلته .. الجمهور عايز كدا
عندما تواجد بيلجريني واجه أقوى فريق عرفه كرة القدم، ولاحق برشلونة حتى النهاية في بطولة الدوري، والهفوة الوحيدة الحقيقية بعيداً عن سقطة الكوركون كانت مواجهة ليون، حيث لعب بعد التقدم وكأنه فريق صغير يحاول الحفاظ على النتيجة.

الجمهور أراد جوزيه مورينيو، فتم جلبه مباشرة ودفع تعويضاً للإنتر، ثم أراد الجمهور رحيل جوزيه مورينيو الذي أعاد النادي إلى هيبته الأوروبية فكان لهم ما أرادوا، وحتى في موسم إقالته فإنه حقق 85 نقطة في بطولة الدوري، لكن المشكلة كانت بأن برشلونة حقق نقاطاً مثالية، ولعب نصف نهائي دوري الأبطال ولو منحه الحكم 3 دقائق أخرى أو سجل أوزيل وهيجواين ورونالدو الانفرادات، لكان ريال مدريد خاض نهائي 2013، وفي 2012 لولا ركلات الترجيح لكان ريال مدريد توج بالعاشرة!

جاء كارلو أنشيلوتي، صنع الفارق في الموسم الأول، وكان خارقاً لفترة طويلة في الموسم الثاني قبل أن تجتاحه الإصابات من جهة، وخلافات اللاعبين فيما بينهم من جهة أخرى وبالتحديد رونالدو وجاريث بيل، فخسر 3 أو 4 مباريات، ليطالب الجمهور برحيله مباشرة، فكان لهم ما أرادوا رغم أن اللاعبين أرادوا بقاء الإيطالي.

الذين طالبوا برحيل أنشيلوتي يصفون قرار بيريز هذه الأيام بالتعسفي والخاطىء، ومن طالبوا برحيل مورينيو ألمحوا إلى استعدادهم لقبول عودته بمن فيهم صحف مدريد، فالجمهور هوائي الطبع، ولأن بيريز يلحقهم، سيبقى دوماً كما قال عنه كارلو أنشيلوتي قبل أيام “لا أستطيع فهمه”.

المشاريع طويلة الأمد .. هل هو المشكلة؟
لم يستطع فلورنتينو بيريز إدارة أي مشروع حقيقي طويل الأمد سواء في فترته الأولى أو الثانية، فأطول فترة مع مدرب كانت مع جوزيه مورينيو، ولكنه لم يدعمه كما يجب في سوق الموسم الثالث، وذلك في ظل تصاعد التوتر بينه وبين الإعلام واللاعبين الرئيسيين، ليكون عمر المشروع الحقيقي عامين لا أكثر.

وكي أكون منصفاً مع الرجل، هل هو المسؤول عن غياب المشروع طويل الأمد؟… 

ألم نلاحظ هبة الإعلام منذ الأسبوع الثاني على رافا بنيتيز وثم تشرب الجمهور هذه المطالبات ؟

ألم تصبح صافرات الاستهجان أغنية ريال مدريد الرسمية في ملعب سانتياجو برنابيو؟

هل هو المسؤول؟؟… أم أن الأجواء المدريدية لا تسمح!

لاحظوا مانشستر يونايتد حالياً مع ملل فان جال، وردة فعل جماهيره الغاضبة بتحفظ يساعد الإدارة على التصرف بهدوء، وردة فعل جماهير ريال مدريد لو أضاع أي لاعب فرصة والنتيجة 5-0!

ربما على بيريز لو أراد الإيمان بمشروع طويل البدء أولاً بمشروع مع وسائل الإعلام، كما هو الحال مع برشلونة في صحف كتلونيا، حيث كانت دوماً خير داعم للنادي، وكذلك حال صحف المانيا مع بايرن ميونخ، الذي ضبطت أعصابها ولم ترفع سقف الهجوم على جوارديولا رغم الاختلاف الكبير بوجهات النظر.

حسابات اليورو لا تقل أهمية عن حسابات النقاط
من الواضح جداً أن اليورو الواحد يساوي نقطة واحدة بالنسبة لفلورنتينو بيريز، فقد أدخل مفاهيم جديدة في دورته الرئاسية الثانية مختلفة عن الأولى، آخذاً البعد الاقتصادي لمرحلة جديدة في حساباته.

فلو كان في التجربة الأولى يفكر بنجوم يجلبون إعلانات وجماهيرية وبيع منتجات ويرفعون من أسعار حقوق البث، فإنه في الفترة الثانية حافظ على هذا المبدأ، لكن أضاف إليه رحيل اللاعب الذي يملك فرصة بيع جيدة مقابل لاعب أصغر منه عمراً ثم إعادة بيع الثاني!

خرج أوزيل فجاء جاريث بيل، ثم خرج دي ماريا فجاء خاميس رودريجيز، والآن هناك كلام عن خروج أحد الاثنين؛ الويلزي أو الكولومبي، وسيأتي بدلاً منهم نجم أصغر بعام أو عامين، ليلعب عدة مواسم ثم يتم بيعه.

الفلسفات التجارية غير الرياضية عديدة، ضغط كأس العالم للأندية أتبعه بزيارة لمباراة ودية بدلاً من الراحة، فظهر الفريق مثقلاً بالضغوط بعد ذلك حتى نهاية الموسم.

يرفض تحدي سلطاته
ليس صدفة أن يتم إقالة بنيتيز مباشرة بعد إجلاس خاميس رودريجيز احتياطياً، فالمسألة لم تكن التعادل مع فالنسيا، فهو منذ خرج في مؤتمر صحفي تحدث فيه عن دعمه لبنيتيز، ظهر تحسن واضح على النتائج، وظهرت سلطات المدرب بشكل أفضل في التعامل مع من لايريدون تنفيذ أوامره.

رافا بنيتيز مدرب تكتيكي، ومن المعلوم أن هذه النوعية تصطدم بلاعبين ولو كانوا نجوماً، لأن المنظومة لديهم أهم من الفرد، وعندما استمع لتشكيلة النجوم الأغلى سقط برباعية في الكلاسيكو، وعندما عاد للتوازن الطبيعي .. أقاله فلورنتينو بيريز!

الأمر ذاته حدث مع كارلو أنشيلوتي ولكن بصمت أكثر، فجاريث بيل ورافائيل فاران من الجواهر التي يستثمر فيها فلورنتينو بيريز، وتراجع مستوى الاثنين في الموسم الثاني، وعدم منح الأول أدواراً أكبر وعدم منح الثاني دقائق لعب، سرعت في قرار إقالة الإيطالي.

هل كان زيدان ينصحه حقاً أم .. ؟
يقولون إن زين الدين زيدان ينصح فلورنتينو بيريز وهو صديقه الشخصي، لكن لو لاحظنا تصرفات فلورنتينو بيريز فإنها لم تتغير إلا في عصر جوزيه مورينيو، وهو الذي قام بعزل زيدان عن الفريق الأول كما كشفت وسائل الإعلام، ولم يعد زيزو للصورة إلا عند انفجار الوضع في الموسم الثالث.

السؤال هو : هل كان زيدان ينصح فلورنتينو بيريز فعلاً؟ .. أم كان يقول له ما يعجبه فقط؟

وهل مجلس إدارة النادي له كلمة ؟؟ وهل كلهم يفكرون بهذه الطريقة العجيبة؟؟.. أم أنه استعراض الرجل الواحد؟

هناك شيء غير مفهوم .. هذا مختصر الموضوع!

عن بيع أوزيل ودي ماريا وخروج أنشيلوتي
عادت نغمة أوزيل ودي ماريا من جديد، وكلما تعرض الفريق لنتائج سلبية سيعود الجمهور إلى هذه الأسماء التي جمعته معهم لحظات عاطفية وانتصارات جميلة.

بعد بيع مسعود أوزيل، حقق ريال مدريد العاشرة، ومن دون دي ماريا حقق نتائج رائعة مذهلة قبل السقوط للأسباب المذكورة أعلاه.

الفرق الكبرى لا تتأثر برحيل لاعب أو اثنين، ما دام هناك تعويض عالي الجودة لهم، وجاريث بيل برهن في أكثر من فترة على قدراته الفائقة، وكذلك فعل خاميس، لكن المشكلة لم تكن أبداً بالأسماء ولا بالمدرب، فالمشكلة أكثر بالأجواء والعمل المؤسسي.

متى يشتري فاكساً جديداً؟
قال مانشستر يونايتد إن سبب فشل انتقال دي خيا إلى ريال مدريد كان مشاكل بالفاكس لدى النادي الإسباني، ثم كان الخروج من بطولة الكأس بسبب فاكس تشيرشيف أيضاً، وفي الحالتين؛ خسر ريال مدريد هيبته كنادٍ كبير منظم.

بالتأكيد يستطيع ريال مدريد شراء فاكس بسهولة، لكن ما يحتاجه فعلاً هو تلك الهيكلة التنظيمية الفاعلة التي تجعل من الفاكس وكل وسائل التواصل في خدمة النادي، فالترهل الإداري واضح، والنشاط في التواصل مع كافة الأطراف غير التجارية يبدو شبه معدوم.

يجب تذكر كلمات جوزيه مورينيو في عام 2010 “ريال مدريد يحتاج أن يصبح مؤسسة”، ويجب الانتباه إلى قدرات برشلونة بالتعامل مع كل الأزمات، وعدد الأشخاص الذين يلعبون خلف الكواليس أدواراً كبيرة للغاية، ويكفي أن نرى أن فريق خوان لابورتا الأول جاء منه رئيسان حققا بدوري الأبطال مع برشلونة في 2011 و2015، وذهب اثنان آخران لإدارة مشروع مانشستر سيتي بتميز واضح.

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:





Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *