شاهدت برنامجاً يوم أمس يرصد ما حصل لمقر نادي الجزيرة الأردني من هجوم عليه قبل نهائي الكأس .. لا أستطيع لوم الهمجي الذي فعل هذا الأمر، بل أستطيع لوم أجواء التصعيد والتوتر التي قادتها إدارات عدة أندية هذا الموسم.
هناك قرارات حاسمة يجب أن تتخذ في الاتحاد منذ أكثر من 30 سنة لوضع كرة القدم في نصابها الصحيح أولها نظام ديمقراطي واضح في إدارات الأندية العامة، ونظام تدقيق ومحاسبة واضح لما يجري في داخلها، كما يجب تأهيل هذه الإدارات احترافياً بإشراف مباشر ومعاملتها كأنها طالب جديد في المجال لأنها لا تعرف فعلاً العصر الجديد لكرة القدم ، وهذا ما اطلعت عليه من تفاصيل عدة مرات، من عقود غير واقعية أو تعيينات مزاجية.
بالإضافة لذلك، لا بد من منع لغة التصعيد غير الرياضي من كافة الأطراف سواء في الصفحات الرسمية في السوشيال ميديا أو تصريحات المسؤولين وتصرفاتهم بعيداً في أي مكان، وربط الأمر مباشرة بعقوبات ملموسة في الدوري أو نتائج الكأس في المرحلة الأولى، حتى تصبح الأمور مستقرة ثم يمكن الاكتفاء بالعقوبات التقليدية.
التأخير بأخذ كرتنا للخطوة التالية لم يعد مفيداً، هناك الآن حالة اهتمام جيدة بالدوري يمكن البناء عليها، لكن يجب الحرص على عدم خلق أجواء التنفير من جديد،الأجواء التي جعلتنا عندما تسأل طفل أردني من تشجع يقول “ريال مدريد أو برشلونة”، وهذا خطر كبير على الثقافة المحلية لأن الرياضة جزء أكيد من الثقافة!
في النهاية، كلنا ننتمي لنفس الوطن، وكلنا نشترك في نفس المصير والقضايا الأساسية، وهي أمور أكبر من كرة القدم، وأكبر من وحدات وفيصلي وأهلي وجزيرة والحسين والرمثا ، ومن لا يفهم ذلك، فهو بحاجة لتأهيل ثقافي واجتماعي.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:
سناب شات : m-awaad