3 أسباب جعلت كرة القدم أكثر نعومة !


كانت تسمى كرة القدم في الثمانينات رياضة الرجال، وذلك عند مقارنتها بألعاب جماعية اخرى أقل احتكاكاً مثل الكرة الطائرة والسلة واليد، لكن الأمر تغير بشكل ملوس في الفترة الأخيرة.

في موسم زلاتان إبراهيموفتش الأول مع مانشستر يونايتد ، تلقى بطاقات صفراء كثيرة ، وقال وقتها “لماذا قالوا لي أن الكرة الإنجليزية مختلفة من حيث احتساب الأخطاء؟”، في حين بات أي لاعب يقدم على تصرف مندفع، معرض لعقوبة قاسية من الاتحاد المحلي، وبعدها من شركات الرعاية .


ما الذي تغير؟
في تقرير قبل فترة نشرته صحيفة ديلي ميل، قالت إن التغطية الإعلامية الكثيفة لكل شيء، مصحوبة بالجماهير في شبكات التواصل الاجتماعي، جعلت أي خطأ أو تداخل قوي يتحول إلى فوضى عارمة، وضغط هائل على النادي واللاعب والحكم، مما جعل الحكام يسارعون بعقوبة أي لاعب يبدي رغبة بالعف أو بالتدخلات المتهورة، والاتحادات تشدد على ضرورة فعل ذلك، حتى لا يصبح العنف “المضخم إعلامياً” مصدراً لتنفير الناس من اللعبة.

ذلك سبب واحد ذكرته الصحيفة، لكن هناك سببين أيضاً يمكن اعتبارهما أسباباً رئيسية وهم:
2- الانطباع التجاري العام، فالشركات المعلنة الكبرى باتت تهتم كثيراً للسمعة، ومعظمها عن أي رياضة تبدو عنيفة، وهذا ما يجعل UFC مثلا بكل ما فيها أقل دخلاً من نزال ملاكمة وحيد خاضه مايويذر ضد ماكريجور، وأقل دخلاً من نظيرتها القتالية “غير الحقيقية” WWE.

فيفا، الاتحادات المحلية الكبرى، الاتحادات القارية، يريدون المزيد من المال، ليس لغايات ربحية فقط، بل لأنه الحل الوحيد كي تواصل اللعبة تطورها وانتشارها.
كي تزداد شعبية اللعبة ضمن السيدات، كي تستطيع دخول أسواق جديدة مثل الهند والصين وأمريكا، وكي يأتي المزيد من المستثمرين والشركاء التجاريين، لا بد أن تصبح اللعبة أكثر أناقة، وأقل خشونة، وهذا ما يحدث بالفعل.


3- تحول النظرة إلى اللاعب، في الماضي كان واحداً من 11 في الملعب، الآن هو قطعة ثمينة جداً، سعرها بالملايين، وتشكل بسعرها ورواتبها ما يقارب 70% من اقتصاد العبة، أي أنه القطعة الأساسية في اقتصاد اللعبة، ولا بد أن نتذكر بأن كثير من الإعلانات والاستثمارات الإعلامية تأتي بسبب الأفراد أيضاً.

لذلك بات ضرورياً الحفاظ على الجزء الأساسي من هذا الاقتصاد، وحمايته، وجعله يلعب لأطول دقائق ممكن، وهذا ما أدى إلى تطور العلوم الطبية في الأندية أيضاً، وافتتاح أقسام للعلاج وأخرى للوقاية وأخرى للعلوم الرياضية.

أعتقد أننا ما زلنا في مرحلة انتقالية، ما بين ما كان يسمى “اللعب الرجولي” إلى المرحلة الأقل خشونة حالياً، لذلك لن أستغرب المزيد من القوانين التي تسرع من هذا التحول.

تابع الكاتب :

انستاجرام : @mohammedawaad




سناب شات : M-awaad

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *