محمد عواد – سبورت 360 – ينتظر كثيرون ما سيسفر عنه اللقاء الحاسم بين كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد، وفلورنتينو بيريز رئيس النادي الملكي.
اللقاء من المتوقع أن يتم يوم الاثنين أو الثلاثاء، ويظهر عند النظر إلى الأمور بشكل سريع، أن فلورنتينو بيريز هو صاحب الكلمة الأولى والمتحكم بكل شيء، لكن الحقيقة قد تختلف عند التفكير بالمسألة مرتين.
أعمدة ريال مدريد المؤثرة إعلامياً أمثال كريستانو رونالدو وسيرجيو راموس وإيكر كاسياس أجمعوا على ضرورة بقاء كارلو أنشيلوتي، وأخذ النجم البرتغالي الأمر لما يشبه التحدي بنشره المسألة علانية على حساباته في شبكات التواصل الاجتماعي، ليظهر الأمر في حال رحيله، كأن القرار ضد رغبة النجوم.
فلورنتينو بيريز حالياً أمام قرارين؛ الأول الإطاحة بكارلو أنشيلوتي رغم إدراكه أن الإيطالي حقق العاشرة وأنه لولا الإصابات وضعف الدكة لربما توج بلقب واحد هذا الموسم على الأقل رغم الاتفاق على ارتكابه عدة أخطاء، وهذا قرار يضعه أمام ورطة جديدة تتمثل باختيار البديل.
رافا بنيتيز يتميز بالخبرة والجنسية الإسبانية، وتعامله مع النجوم والضغوط من قبل، لكنه غاب عن النجاحات الكبيرة منذ سنوات، إضافة لكونه شخصية عنيدة قد لا توافق على كل ما يريده فلورنتينو بيريز، على العكس من المدرب الحالي أنشيلوتي، تجعلان منه خياراً بنسبة مخاطرة عالية.
أما الخيار الأخر، فهو يورجن كلوب، وهذا خيار قال عنه بيريز في صيف 2013 “مدرب لا يملك خبرة التعامل مع النجوم”، كما أن المدرب الألماني فقد السيطرة مع أول ضغوط عاشها هذا الموسم، وبالتالي رغم روعة ما حققه في بروسيا دورتموند فإنه غير مضمون النتائج.
لو ذهب بيريز لقرار إقالة أنشيلوتي، وفشل المدرب الجديد خصوصاً في ظل عدم تقبل يلوح بالأفق من اللاعبين الرئيسيين للفكرة، فإن جميع وسائل الإعلام ستذكر الناس بأنشيلوتي وأن اللاعبين كانوا على حق، وسوف يتحمل فلورنتينو المسؤولية، وعندها قد يطاح به من الرئاسة مثلما حصل في فترته الرئاسية الأولى.
ولو ذهب بيريز للقرار الثاني، وأبقى أنشيلوتي بناء على ضغوط اللاعبين؛ فإن نجاح كارلو سيكون دليل حكمة من فلورنتينو يطيل من عمره في الرئاسة … لكن لو فشل، فسوف تنسى وسائل الإعلام والجماهير دعم اللاعبين لكارلو، ويتم تحميل المسؤولية له وللرئيس الذي كان عليه أن يأخذ القرار بالرحيل مسبقاً؛ وهنا أيضاً قد نرى فلورنتينو يدفع الثمن في حال فشل قراره الثاني.
في كل الأحوال، لن تنتهي كرة القدم بالنسبة لأنشيلوتي، فهو ضامن لعمله المقبل مع ميلان على أقل تقدير، وهناك اهتمام إنجليزي أيضاً بخدماته، لذلك لن تعني مسألة رحيله عن ريال مدريد إلا مسألة تغيير مكان العمل.
فأيهما الذي يتحكم بمستقبل الأخر فعلا؟؟
الجواب عند النظر في المسألة بعمق يجعلنا نقول : أنشيلوتي !