أنفقت أندية كرة القدم في المملكة العربية السعودية مبالغ أكثر على اللاعبين مما أنفقته أندية الدوريات الأوروبية الرائدة هذا الصيف. مما يؤكد طموح الدولة الخليجية لتصبح قوة مؤثرة في الرياضة الأكثر شعبية في العالم.
فقد ارتفع إجمالي مصاريف الأندية في الدوري الاحترافي، وهو الرقم الذي يشمل الأموال المحصلة من بيع اللاعبين، إلى حوالي 430 مليون يورو في فترة الانتقالات الصيفية. وفقًا لموقع ترانسفير ماركت دوت كوم الذي يتتبع عمليات التوقيع.
تاريخ من الانتقالات
في حين يمتلك الدوري الإنجليزي الاحترافي تاريخًا من الانتقالات يمتد عقودًا. إلا أنه لفت انتباه عالم كرة القدم في ديسمبر عندما وقع نادي النصر عقدًا مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
إلا أن إنفاق أندية الدوري الاحترافي الكبرى ازداد بشكل كبير منذ يونيو. عندما استولى صندوق الثروة السيادي السعودي، البالغ قيمته 650 مليار دولار، على النصر جنبًا إلى جنب مع الاتحاد، والأهلي، والهلال.
ساديو ماني ينتقل للنصر
ويذكر أن نادي النصر قد وقع هذا الأسبوع عقدًا مع اللاعب السنغالي السابق ساديو ماني بقيمة 30 مليون يورو. وهو ما أضاف لهم لاعبًا آخر حاز على لقب دوري أبطال أوروبا في صفوفهم.
وأصبح كابتن ليفربول السابق، جوردن هندرسون، أكثر لاعب بارز في الدوري الإنجليزي الممتاز يتم ضمه للسعودية عندما انتقل مقابل اتفاق بقيمة 14 مليون يورو.
من المرجح أن يكون مستوى الإنفاق النهائي من قبل الأندية أعلى بكثير بسبب المرتبات الضخمة المقدمة. والتي ساعدت في جذب نجوم من أوروبا، بما في ذلك الفائز بجائزة الكرة الذهبية كريم بنزيما، الذي انضم إلى الاتحاد من ريال مدريد.
الأرسنال ينفق أكثر من الهلال
فريق أرسنال هو الوحيد الذي لديه إنفاق صافي أعلى حتى الآن من فريق الهلال بقيمة 176 مليون يورو. ويذكر أن التعاقدات قد ضمت للهلال لاعب خط الوسط البرتغالي روبن نيفيش من وولفرهامبتون واندررز مقابل 40 مليون يورو.
لكن النادي فشل في محاولة بقيمة 300 مليون يورو لاستقطاب النجم الفرنسي كيليان مبابي من باريس سان جيرمان.
بعد أن سيطرت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز على سوق الانتقالات في السنوات الأخيرة، يتعين على هذه الأندية التكيف بسرعة مع دخول السعوديين.
وقد صرح مدرب مانشستر سيتي، بيب غوارديولا في أحد اللقاءات من قبل: “لقد غيرت السعودية السوق تمامًا، قبل بضعة أشهر. عندما كان كريستيانو رونالدو أول من رحل، لم يمكن لأحد أن يتصور كم من لاعبي العالم المحترفون سيشاركون في الدوري السعودي”.
“في المستقبل، سيكون هناك المزيد، ولهذا السبب تحتاج الأندية إلى أن تكون على علم بما يحدث”.
ومن الجدير بالذكر أن الإنفاق الكبير من قبل أندية السعودية قد أدى إلى اتهامات من قبل جماعات حقوق الإنسان. وهي الاتهامات التي أشاعت بأن جهود الدولة لتحسين الدوري الخاص بها يعتبر “غسيلًا رياضيًا”. بينما تعرض بعض اللاعبين لانتقادات بسبب التوقيع مع تلك الأندية السعودية.
وقد أعلنت المملكة العربية السعودية، التي من المقرر أن تستضيف كأس العالم للأندية في ديسمبر، إن الاستثمار في الرياضة هو جزء أساسي من خطتها لتحديث البلاد وتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط.