ثلاثي لندن: تشيلسي، آرسنال و توتنهام، حاضر باهت و مستقبل واعد


المختار لحمود – على هذه الأرض ما يستحق الاستمرار، غير أنه -وا أسفاه- قد شرفت شمس كرة الإنجليز على الغروب، و الجديد المذكور فوز ليفربول بالبطولة بعد سنين عجاف ، و القديم المشكور استيفاء البريميرليج العادات الجميلة، متعة العروض المقدمة على أعشاب ملاعب المملكة التي لا تغيب عنها الشمس.
سنحاول هاهنا التعريج و لو قليلا على واجهة عاصمة الضباب لندن : تشيلسي، آرسنال و توتنهام.
في هذا الموسم تبدو الصورة ضبابية و المعاناة جلية لثلاثي لندن الشهير، أحسنهم حالا تشيلسي يحل في المركز الرابع ( 57 نقطة) و يمثله تهديفيا أبراهام  ( 13 هدف )، آرسنال في المركز السابع ( 49 نقطة) و مهاجمه أوباميانغ يحل ثانيا ( 19 هدف ) في ترتيب الهدافين بعد فاردي (21) ، أما توتنهام فيقبع خلف آرسنال مباشرة برصيد ( 48 نقطة ) و طبعا هدافه الأول هاري كين ( 13 هدف ) ، أرقام تختصر الحال بعد مرور 33 جولة.
معضلة حقيقية قد يستصعب سبر أغوارها، بل بالنسبة لآرسنال قد تدنو من كونها إشكالية قائمة بذاتها و عصية على الحسم.
فالمدفعجية في تناقض عجيب، أسماء وازنة و معطيات صادمة، و السؤال الصارخ : أين يكمن الخلل؟!
غادر فينغر آرسنال مخلفاً وراءه داءً عضالا قد يكون العجوز نفسه جزء من أسبابه إلا أن جاذبية الأداء غطت على الكثير من ذلك ، حل الإسباني ايمري و الفشل الذريع أعاده مجددا  خارج أسوار النادي ، لكنه ربما كانت تجربة مهمة مفادها أن آرسنال بحاجة إلى مدرب ذو مواصفات خاصة جدا ، أهمها التجربة ، التجربة هذه الكلمة التي تختزل في طياتها عدة مواصفات آخرى حميدة ، كالصرامة و الجودة التكتيكية…
فحوى كلامي ليس التقليل من شأن آرتيتا بقدر ما هو التكثير من شأن جدوائية التجربة في هكذا أمور.
توليفة أغلبها يفتقد التجربة و مدرب في بداية مشواره التدريبي فأين تقبع ضالتنا ” التجربة ” و التي لا مناص منها لحصد البطولات.
حاجة آرسنال لمدرب محنك ألح من أي شيء آخرى، و للتذكير آليغري فارغ.
حديثنا هذا عن أزمة آرسنال قد تكون إدارة توتنهام أدركته و عملت على تصحيحه، فالسبيرز بعد مواسم رائعة مع الآرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو لم يحرزوا أي لقب بالرغم من الأسماء الرنانة.
فتعاقدت مع رجل لا مبالغة إذ قلنا أنه مدرب يكاد لا يجهله أحد من مختلف طبقات المثقفين كرويا و لن تسأل عنه ناشطا رياضيا إلا وجدت عنده من أمره خبرا ، إنه الداهية البرتغالي جوزي مورينهو الذي قدم في ظرف عصيب على البيض ، من وصافة بطولة دوري الأبطال إلى حرب البقاء في غابة الإنكليز ، انتشل مورينهو الفريق من حرب الهبوط ، تحسنٌ لافت مع مرور الجولات  – و ذاك لعمر الحق – أمر طبيعي.
كاهل السبيشن وان سينوء بالضغوطات و التحديات بدأ من الموسم القادم ، أظن النجاح سيكون حليف رجل التحديات الأول إذا ما تم تعزيز الفريق في مختلف المراكز ، مدافع ، ظهير ، جناح و رأس حربة إلى جانب هاري كين مع الاحتفاظ بكادر الفريق ، صدقوني مع توفر كل ما ذكرت سلفا توتنهام سيتسلق سلم التتويجات.
في تشيلسي الأمر يختلف قليلا ، فجل المنظومة عندهم من الخبرة الشيء الكثير ، ألفوا حصد البطولات ، مما يسهل من مأمورية فرانك لامبارد المتألق حاليا في الإدارة الفنية للبلوز ، و مع كل تلك التعزيزات التي قام بها ابراموفيتش لحد الساعة أظن الأزرق لن يكون سهل المراس ، غير أن ذلك لن يجدي نفعا بالاكتفاء بنفس المنظومة الدفاعية ، جلالة الأمر تستدعى مدافعا بصلابة كوليبالي مثلا.
نظرة عابرة و مرور كرامٍ على علل ، مشاكل و اقتراح حلول لثلاثي فخر لندن ، محاولة قد تكون بائسة لاستنطاق ما لا منطق له ، غير أننا على الأقل سنحظى بشرف المحاولة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *