سعيد خليل – عندما نتحدث عن جورجينهو، فإننا نتحدث عن لاعب يبدو عاديًا من بعيد، بدون أي مواصفات تلفت النظر، او مميزات تجعل له عددًا كبيرًا من المعجبين.
فهو ليس من أولئك الَّذين يراوغون ثلاثة لاعبين دفعةً واحدة، وليس من اولئك الَّذين نجد لأهدافهم مقاطعًا على اليوتيوب، حتى بنيته الجسدية تبدو طبيعية، ولا تعكس أي مظهرًا من القوة.
قد يكون جورجينهو لا يملك ما يميزه، ولكن هذا لا يعني أنه لا يفعل شيئًا، او أنَّ وجوده وعدمه واحد، لأنَّ هذا غير صحيح بالمرة، ولأنَّ جورجينهو يفعل الكثير، ولكن لا يرى ذلك، إلا من يحب التعمق في تفاصيل هذه اللعبة، من لا يقيس مستوى اللاعب فقط بعدد الأهداف الَّتي سجلها او صنعها.
في هذا اليورو :
– جورجينهو قطع الكرة ٢٥ مرة، وهو أعلى رقم تم تسجيله في تاريخ نسخة واحدة من بطولة اليورو.
– جورجينهو هو أيضًا أكثر من قطع مسافات ( 86.6 كم)، وأكثر من كسب أخطاء ( ١٩ )، وثاني اكثر من مرر بشكل صحيح (٤٨٤)، وثاني اكثر من قام بإسترجاع الكرة (٤٨ مرة).
كل هذه الأرقام في كفة، وادوار جورجي مع ايطاليا في الربط، الهروب من الرقابة، التواجد كخيار للتمرير، الاستلام والتسليم، في كفة اخرى كليًا.
طبعًا هذه الادوار لا تُقاس بالأرقام، لهذا لا يوجد ما يوثقها، ولكنه كان يكفي ان تراقب جورجينهو في الملعب، لتلاحظها كلها بوضوح.
في النهاية، قد يبدو جورجينهو لاعبًا عاديًا، ولكنه ليس كذلك بالمرة، انه حجر الأساس لكل ما يحدث حوله، ان كان مع توخيل في تشيلسي، او مع مانشيني في ايطاليا.
ونحن هنا لا نتحدث من أجل الكرة الذهبية او غيرها، اننا نتحدث لأنَّ موسم الايطالي يستحق قليلًا من الانصاف، بعيدًا عن كل مهاترات الكرة الذهبية، الَّتي لا احد يعرف أصلًا ما هي معاييرها.
