محمد عواد – كووورة – سقط يوفنتوس للمرة الأولى هذا الموسم محلياً بالخسارة أمام جنوى بهدف نظيف، ولم تشفع له سيطرته على الكرة في 60% من وقت المباراة ولا تسديده 16 مرة تجاه مرمى الحارس الشاب ماتيا بيرين، فالخسارة كتبت عليه، وروما لحق به مباشرة إلى القمة بنفس رصيد النقاط.
وخلال الأربع مباريات الأخيرة التي خاضها الفريق البيانكونيري، فاز بواحدة على باليرمو وخسر مرتين إحداها كان في دوري الأبطال أمام أولمبياكوس، وتعادل مع متذيل الترتيب ساسولو، في إشارة واضحة إلى أن الأمور لا تسير على ما يرام في تورينو.
فيما يلي نستعرض معكم مجموعة من الأفكار والحقائق التي تجعل جمهور يوفنتوس قلقاً من هذا الموسم:
– هل خرج أنتونيو كونتي الآن؟
صحيح أن أنتونيو كونتي أعلن خروجه من يوفنتوس في الصيف، لكن الفريق ما زال يلعب بنفس شكله التكتيكي العام، الشيء الوحيد الذي اختفى تدريجياً من تركة كونتي كان الحماس والجنون في الملعب
فكان المشجع يشعر بتراجع تدريجي في هذه الناحية نتيجة شخصية اليجري الهادئة .. وفي أخر 4 مباريات حيث لم تكن النتائج مرضية، صعد إلى السطح تساؤل “هل خرج كونتي الآن من يوفنتوس؟” .. بمعنى هل ظهرت أثار خروج هذا المدرب بعد مضي شهرين على الموسم الجديد.
– تصريحات أليجري تلمح لعقلية مختلفة:
مع أنتونيو كونتي كان يوفنتوس يعتبر التعادل محلياً خسارة، وكان المدرب الحالي لمنتخب إيطاليا يحول الأمور في خط الهجوم إلى شيء من الجنون بتبديلاته الانتحارية بحثاً عن الفوز، غير آبه إن كان ثمن هذه المغامرة هو الخسارة بالنتيجة.
على العكس من ذلك، خرج أليجري بعد الخسارة أمام جنوى قائلا “عندما تحاول أن تفوز وتفشل فعليك عدم الخسارة”، وهذه العقلية ليست بعقلية أقوى فريق في ايطاليا خصوصاً هذه الأيام التي يتفوق فيها بكل شيء على منافسيه، فالقاعدة التي تم بناؤها في السنوات الثلاث الأخيرة تقول “عندما تحاول أن تفوز وتفشل .. عليك أن تحاول أكثر”.
– الفريق لا يتحسن:
لو كان هناك شيء يجب أن يقلق جمهور اليوفنتوس بشأنه أكثر من تصريحات اليجري التي أزعجتهم في الماضي ويبدو أنها ستزعجهم في الحاضر، فهو أن الفريق لا يتحسن على الجانب الكروي.
فمنذ بداية الموسم كانت هناك لمسات قليلة واضحة مثل السرعة وزيادة الاستحواذ، لكن لم يتغير شيء هجومياً بعد ذلك، فالفريق لا يملك أفكاراً جديدة من مباراة إلى أخرى، مما يسهل على خصومه التعامل معه، وهذه الحال غريبة خصوصاً أن المدرب ليس نفسه الذي كان موجوداً الموسم الماضي لنقول “الخصوم حفظوا يوفنتوس”.
– تشكيلة كونتي بعقلية مختلفة:
لم يلعب أليجري من قبل خطة 3-5-2، لكنه ملتزم بها الآن رغم توليه زمام الأمور في منتصف يوليو، أي أنه امتلك فرصة زمنية لتعديل الأمور وتطبيق نهج جديد.
اللعب بخطة لا يفضلها المدرب يشبه قيادة سائق محترف لسيارة لا يحبذها في سباق تنافسي، فلا يستطيع التعامل مع الظروف الصعبة، ولا يشعر بالراحة عند أخذ القرارات، وهذا حال اليوفي الآن بخطة كونتي لكن السائق شخص مختلف.
– جمهور يوفنتوس لم يكن يريد هذا المدرب:
عندما أعلنت إدارة يوفنتوس تعيين مدرب ميلان السابق لقيادة دكة السيدة العجوز، رفض ما يقارب 75% من جمهور حامل لقب الدوري هذا القرار في تصويت على أهم صحف النادي “توتو سبورت”، وذلك لما يجمعها من علاقة غير طيبة بذلك المدرب خصوصاً بسبب تصريحه 3 مواسم عن هدف سليمان مونتاري.
مثل هذه العلاقة غير الطيبة ستجعل اليجري مفتقداً للدعم في أوساط الإعلام المقربة من نادي يوفنتوس خلال الموسم الأول، فهو بحاجة لخلق أصدقاء من خلال نتائجه ومواصلة تفوق اليوفي محلياً بشكل واضح ودون معاناة، على العكس من كونتي الذي جاء بمثابة المنقذ ووجد الكثير من الداعمين والمحبين له منذ يومه الأول، خصوصا أن المواسم التي سبقته كانت كارثية.