محمد عواد – سبورت 360 – لا يمكن قياس كل شيء في كرة القدم بالبطولات فقط أو بالمراكز المتقدمة، لأن في ذلك ظلم لمدربين لم يملكوا القدرات والظروف التي تكفيهم لتحقيق هذا الشيء، لكنهم حققوا بطولاتهم الخاصة، مع إنجازات كبيرة نسبة إلى قدرات اللاعبين الذين يمتلكونهم.
لا نتحدث في هذا التقرير عن مدربين نالوا الاهتمام الإعلامي والتهليل مثل مارسيلو بيلسا أو يورجن كلوب أو حتى أوناي إيمري العقل المدبر لنجاحات فالنسيا الحديثة، لكننا نسرد هنا مدربين يكاد اسمهم لا يذكر إلا صدفة أو من متعمق بالمتابعة، كما أننا لا نتحدث عن مدرب ناجح من دون فكر كروي مميز وواضح، فهذا الموضوع مخصص لأصحاب العقول الكبيرة.
ولعل خياري المفضل في هذه القائمة هو المدرب باكو خيميز، الرجل الذي عادل أفضل إنجاز في تاريخ رايو فاليكانو من حيث البقاء في الدروي 4 مواسم متتالية، كما أنه صاحب أفضل ترتيب في تاريخهم باحتلاله المركز الثامن، وفوق كل ذلك يتميز بأنه الفريق الوحيد الذي يلعب بشجاعة وهجوم في ملعبه وخارجه، مهما كان الخصم.
كرة قدم حديثة يؤمن بها باكو خيميز، تقوم على الاستحواذ والكرة الشمولية، من النادر رؤيتها مع فريق بهذا الحجم.
إرنيستو فالفيردي مدرب أتلتيك بلباو يستحق الوقوف معه أيضاً، هذا الرجل مهووس بالتفاصيل التكتيكية، يجعل كرة القدم كأنها شطرنج، يخطط ويفكر ويأتي بحلول غير متوقعة، ولا بد من رؤيته مع فريق أكبر ليعرف العالم قدراته الحقيقية.
10 مباريات مع ويست هام كشفت ما يستطيع بيليتش تقديمه في كرة القدم كمدرب، أفكار دفاعية حديثة بعيدة عن أسلوب الحافلة، وإيمان بالنفس واللاعبين يجعل منه مدرباً يستحق فرصة أفضل في الوقت القريب، وإن تأخر إدراك ذلك بعد مسيرة تدريبية طويلة له بدأت عام 2001.
أما أوزيبيو دي فرانشيسكو، فهو مدرب بفكر جميل مع ساسولو، رجل لا يؤمن بالجمود التكتيكي، ويبقى يحاول حتى النهاية، وهذا ما جعل فريقه يقيله في شهر يناير 2014 ثم يعيد تعيينه بعد شهرين لأنه عرف قيمته، والآن هو يواصل النجاح مع كرة جميلة رغم عدم امتلاكه القدرات الفردية.
صحيح أن الوقت ما زال مبكراً للحديث عنه، فمدرب نابولي ساري ينظرون إليه بشكل إيجابي، وهناك تسريبات عن هوسه بالتفاصيل التكتيكية، لدرجة إعداده ما يزيد عن 30 فكرة للمباراة الواحدة، حتى الآن عندما تشاهد نابولي تشعر بلمسة المدرب بشكل واضح.
ونعلم أن المدرب السويسري فافري تمت إقالته مطلع هذا الموسم من تدريب بروسيا مونشنجلادباخ بسبب النتائج، لكن هذا لا يجعلنا ينسى 4 سنوات من العمل الرائع مع الفريق الألماني، والتي جعلته يعيده إلى دوري الأبطال بعد غياب، مع تقديمه أجمل كرة في المانيا دفعت مشجعيه للقول “نحن أهل التيكي تاكا وليس برشلونة”.
ورغم عدم بدء الموسم الحالي بشكل جيد هذه المرة، فإن مدرب موناكو ليوناردو جارديم يستحق المتابعة وانتظار ما يمكنه أن يحققه في السنوات المقبلة، فالمباريات الكبيرة التي خاضها أظهرت فلسفة واضحة بقتل مفاتيح لعب خصمه، وكشف نقاط ضعفهم، لدرجة يمكن وصفه فيها “مدرب عملي مثالي يعرف كيف تؤكل الكتف”.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: