ليست صدفة، كل هذا العشق الذي يقدمه المصريون لنجمهم محمد صلاح أينما ذهب وارتحل، بعيداً عن تواضعه وأخلاقه الطيبة، فهو يجذبهم لسبب آخر، لأنهم يمثل حلمهم في كل شيء، وإن لم يشعروا بذلك.
بدأ بصمت مع بازل، صعق جوزيه مورينيو وتشلسي في ملعبهم، انتقل إليهم بعد ذلك، كانت خطوة عملاقة للاعب مصري أن يذهب لأحد أكبر فرق أوروبا، ثم عانى، ولكنه لم يتوقف.
أكثر من الترحال بعدها، ربما لا أتفق كثيراً معه في ذلك، لكنه يرى مسيرته من منظور آخر، ترك بصمة ممتازة مع فيورنتينا وطيبة للغاية مع روما، وهو الآن ضمن أحد أهم الفرق في تاريخ بريطانيا؛ ليفربول.
هو العالمي، بل إن ذلك الفيلم المصري كان أقل خيالاً وإبداعاً مما فعله صلاح في الواقع، ولعل كاتب السيناريو يلوم نفسه الآن، فاليوم يحتفل بتحقق التأهل المونديالي، الذي فشل بتحقيقه أجيال مختلفة توجت بأمم أفريقيا، وليست صدفة أن يكون قد سجل في كل مباراة فازت فيها مصر بالتصفيات.
صلاح يمثل حلم الشاب المصري الطموح؛ الحفاظ على هويته العربية المصرية من دون انسلاخ عنها حالما يحقق النجاح والتوفيق، البقاء ضمن منظومة معارفه المقربين من دون تغيير متعمد لهم إلا بما تحكمه ظروف العمل والتنقل، والوصول إلى نجاح يعترف به العالم، نجاح يراه الجميع، ويقولون “هذا فعل كذا”، ولا ينسى من ذلك رد الفضل لأبناء وطنه.
صحيح أن البعض قد يحاول تسييس الكلام، ثم يقول حلم المصري أن يجد عيشاً وما شابه، لكن الواقع يقول إنني قابلت مئات المصريين سواء من إقامتي هناك لفترة من الزمن، أو من خلال لقائي للعديد منهم هنا، جميعهم بالتأكيد يبحثون عن رزقهم ورزق عائلاتهم، لكن في داخلهم طموح لافت، طموح النجاح الكبير، الذي يعترف به العالم.
محمد صلاح، فعل ذلك، بهوية مصرية أكيدة، ولعل من مخططات القدر جعله يعاني في تشلسي، لأن الحياة ليست سهلة أيضاً في مصر ولا في معظم أرجاء العربي ، فلا بد أن تعاني كي تنجح بطرق سليمة، وكأن حلم الشاب المصري يرتسم بوضوح على شكل ابتسامة صلاح.
روابط مهمة:
– معلومات عن لاعبين
– معلومات عن الأندية
تابع الكاتب :
سناب شات : m-awaad