عامر عليان – لن أتحدث عن ما يتحدث عنه اغلب مشجعيه أو كارهيه، لن اتحدث عن ألقابه وامجاده أو حتى أرقامه.
ولكن ساتحدث قليلا عن ماهيه مستر اسيست في المباريات، وكيفية لعبه وزوايا وقوفه بعيداً عن الكرة لمتابعة اللاعبين توماس مولر مهاجم عظيم ولديه مهارات غير تقليدية، لديه قدرة على الإبداع وقدرة تكتيكية على قراءة الملعب، وهو لاعب رائع جداً وجوكر في الملعب يعطيك بتفاني ويلعب من اجل الفريق دائما مؤثر مع البايرن والمنتخب وأرقامه تشهد له ذلك، ولا ننسى انه مظلوم اعلاميا لأنه يلعب في البايرن.
بدء مولر مسيرته مع المنتخب الالماني في عام 2010 ولعب مباراة ودية استعدادية لكأس العالم امام الأرجنتين وخسرت المانيا 1-0 وقتها، ظهر مارادونا في المؤتمر الصحفي رافضاً الجلوس مع توماس مولر ونعته بجامع الكرات صمت مولر وابتسم واختار الرد داخل الملعب وامام أعين مارادونا وفي كأس العالم.
وهذا تماماً اسلوب مولر، يرد في الملعب، فهو يوتر خصومه تحت اطار الدعابة والروح الرياضية ويرسل لهم رسائله الاجرامية ولكن بلطف أما في ارض الملعب، ينزع ذاك القناع ويعلن عن بداية الليلة الحمراء بدماء ألمانية واصوات نازية داعمة، ثم يبتسم بتلك الانياب المرعبة معلناً القضاء على فريسته.
معظم جماهير كرة القدم تتعامل مع مولر بمنطق الكره وليس بمنطق اسهاماته مع بايرن والمانيا ولا حتى بمنطق أرقامه وطريقة لعبه الأسطورة مولر يعد حلقة الربط بين ثلاثة أجيال للبايرن بداية من جيل ال 2009 مع فان غال مرورواً الى جيل الثلاثية في موسم 2013 مع الأسطورة التدريبية يوب هاينكس وصولاً إلى جيل السداسية في موسم 2020 مع العراب هانزي فليك، هو القطعة التي لا غنى عنها لجميع المدربين، لذلك نرى هوية البايرن كما هي لم تتغير مع الوقت عكس باقي الأندية.
توماس مولر يعتبر المدرب على أرضية الملعب، وقوفه في مساحات بعيدة عن الكرة وخصوصاً في اللقاءات القوية والتي يحتاجه البايرن اكثر من غيرها، اذا ما نظرت إليه اثناء المباريات وتحديداً في مثل مواجهات دوري أبطال أوروبا كمواجهة الفريق البافاري الاخيرة لباريس سان جيرمان، فهو قام بلعب جميع الأدوار الموكولة إليه، قبل ان يقف بعيداً عن الكرة وتحديداً في الجزء الخلفي للفريق الخصم، قريباً من خط الراية ليكشف الملعب بشكل أكبر – وبعلم التدريب فإن هذه الزاوية هي ثاني انسب زاوية لوقوف المدرب كي يرى الملعب بشكل اوسع بعد منطقة المدربين الأصلية، شاهدنا تعليماته للفريق وإصداره القرارت اثناء لعب الكرة بين لاعبي الفريق البافاري، والرائع ان اللاعبين يستقبلون تعليماته بصدر رحب ويقوموا بتنفيذها
البعض يعتبر شخصيته كريهة، وفنياته محدودة فهو لا يمتلك محبين سوا من مشجعي البافاري او المنتخب الألماني وقليل من غير ذلك، ولكن حجم الكثافة والجهد والروح والتأثير التي يبثها في فريقه حالة خاصة جداً، مولر هو التجسيد الحقيقي للاعب المخضرم، مشجعي المهارات والاستعراضات لن يدركوا ما الذي يعنيه تواجد لاعب كمولر في الفريق
يلعب بالكرة دون النظر إليها، وعيونه فقط تصول وتجول في الملعب حتى وان امتلك الكرة وركض بها، تنتقده كنت ام تكرهه، افعل ماشئت ولكن ستظل شخص سطحي كلما قلّلت من هذا اللاعب.