لماذا لا نرى نجماً كبيراً في عالم كرة القدم رئيساً لاتحاد بلاده!

مصطفى هادي – أجبر التطور المستمر في كرة القدم على دخولها في عالم الصناعة، وتعتبر صناعة لا غنى عنها في بعض الدول ودائماً ما تكون مصدر دخل قومي وفردي لاغنى عنه، وهذا التطور الحاصل حتّم على من يدير اللعبة في البلد أن يكون مؤهل علمياً. 

فمنذ ظهور الاتحادات الرياضية المسؤولة عن الإدارة والتخطيط لمستقبل كرة القدم، أصبح من النادر أن نشاهد رئيس الاتحاد كان نجم كرة قدم سابق، والكثير يعتقدون بأنه الأحق من غيره كونه كان نجماً كبيراً في بلده وأحبه الجماهير وهذا ما سيسهل عليه مأموريته، ولكن في الحقيقة دائماً ما كان يصب الإختيار على منافسه وهو في الأغلب إما صحفي سابق يمتلك الكثير من الخبرات الإدارية أو إداري سابق كان يترأس شركات كبرى في البلد.

وإليكم رؤساء أكبر اتحادات كرة القدم تأثيراً في أوروبا:

عمل صحفي سابق وكان رئيس وكالة الbbc الشهيرة.

*رئيس الاتحاد الالماني: فريتز كيلر ولد في فرايبورغ وعمل في كثير من المجالات منها المطاعم والفنادق ولكنه اشتهر في صناعة النبيذ وأستغل شهرته هذه ليدخل في المجلس الإداري بنادي فرايبورغ حتى تدرج بالمناصب ليصبح رئيس كرة القدم في النادي ومن ثم رئاسة الاتحاد الالماني.

كان لاعب كرة قدم سابق ولكن لم يكن ذا شهرة كبيرة واشهر نادي لعب له هو ليفانتي وعندما تم اختياره رئيس لاتحاد كرة القدم في اسبانيا لم تكن بناء على كونه لاعب سابق ولكن جاءت من خلال رئيس اتحاد اللاعبين الاسبان السابق، وهو خريج كلية القانون، ومحامي معتمد من قبل جمعية مدريد للمحامة، ووكيل أعمال معتمد، تعتبر سيرة ذاتية جذابة وهذا ما دعى رئيس الاتحاد الأوروبي تشيفرين بترشيحه ليكون نائب له.

لم يكن لاعب كرة قدم سابق ولكنه درس علوم سياسية وحصل على الماجستير والدكتوراه وعمل مدرس في إحدى الجامعات الإيطالية ودرس قانون واقتصاد الرياضة وحصل على البكالوريوس، عمل في مجال السياسة وعمل مدير لعديد من البنوك الايطالية وشغر منصب رئيساً لرابطة أندية الدرجة الثالثة والتي تسمى في إيطاليا ليغا برو، وبعدها انتخب رئيس للاتحاد الإيطالي لكرة القدم في ٢٠١٨.

جميع رؤساء الاتحادات أعلاه هم ليسوا لاعبين كرة قدم سابقين وحتى لو لعبوها لم يكونوا نجوماً فلماذا اختيروا بدلاً من نجوم كرة القدم في بلادهم؟ والجميع يعلم أن الدول الأربعة التي تم ذكرها، تمتلك من اللاعبين النجوم عدد لا يحصى ولكن هناك اشياء مهمة يجب ان تتوافر في الشخص المرشح وهي:

*أن يمتلك خبرة قانونية: حتى يستطيع أن يتعامل مع المشاكل والمعوقات التي تواجهه.

*أن يمتلك خبرة إقتصادية: يجب أن يكون ملم بعلم الإقتصاد ليعرف كيف يدير ميزانية الاتحاد ويحدد سلم الإنفاق.

*أن يمتلك خبرة إدارية: يجب أن يكون عامل سابق في مجال الإدارة ويفضل أن يكون بأكثر من مجال حتى يستطيع أن يرسم خطط وتوجهات المؤسسة من خلال الثقافة الإدارية التي تكونت عنده.

هذه الصفات الاربعة يتفق عليها العالم أجمع بأنه من يمتلكها يستطيع أن يفوز برئاسة اتحاد كرة القدم في بلاده ويستطيع أن يمثلها في المحافل الدولية ويا حبذا من يمتلك هذه المقومات ويكون نجم سابق في كرة قدم.