محمود وهبي – يقص الدوري الألماني مساء الجمعة شريط موسمه الجديد، وشاءت الصدف أن تكون المباراة الأولى قمة كلاسيكية بين بايرن ميونيخ وبروسيا منشنجلادباخ، وقد جرت العادة تاريخياً بشكل عام، وفي العقد الأخير بشكل خاص، أن تصب أغلب التوقعات تجاه بايرن، لكن الموسم الجديد يشير إلى احتمال وقوع تغييرات، ولو أن بايرن يبقى مرشحاً.
النادي البافاري فتح صفحة جديدة مع انتهاء حقبة هانزي فليك، وبداية المغامرة مع ناجلزمان، وفي الوقت الذي تُنفق فيه الأموال بسهولة في العاصمة الفرنسية وفي مكاتب الأندية الإنجليزية، يبقى بايرن شديد التحفّظ تجاه ما خلّفته جائحة كورونا، فهو اكتفى بشراء أوباميكانو وناجلزمان، ثم أقفل خزائنه بإحكام، حتى إشعار آخر.
إدارة بايرن ترى أن قائمة الفريق متكاملة، لكن في رأيهم هروب إلى الأمام، فلا يمكن الجدال في جودة قائمة تضم نوير ومولر وليفاندوفسكي وكيميش وجنابري وجوريتزكا وديفيز وغيرهم، لكن الواضح أن القائمة تخلو من العمق الكافي، ما يمكن تفسيره بعدم التعلّم من درس كيفية الخروج من دوري الأبطال في الموسم الماضي.
المتاعب المالية أثّرت على جميع الأندية، باستثناء الأندية التي باعت بأرقام ضخمة قبل تحركها في الميركاتو، ومن بينها دورتموند الذي جمع 85 مليوناً من صفقة سانشو، فتعاقد مع الموهوب الهولندي دونيل مالين، ودعّم مرماه بالحارس السويسري جريجور كوبل، لكن دورتموند يشبه بايرن نوعاً ما في التحفّظ، خاصة إن نظرنا إلى بطئ التحرّك لإزالة علامات الاستفهام المحيطة بخطّه الخلفي.
وفي الجانب المقابل، يدخل لايبتزيج الموسم الجديد بدرجة عالية من التفاؤل، فهو اشترى عقديْ أنخيلينيو وبنيامين هنريكس، وتعاقد مع 5 لاعبين جدد، وحلّ مشكلة خطّه الأمامي بضمّه الهداف البرتغالي أندريه سيلفا، والصاعد الهولندي برايان بروبي.
التوقع الطبيعي والمنطقي يصبّ في مصلحة بايرن، وهذا ما تعوّدنا عليه، لكن الضباب في سماء ميونيخ، طموح دورتموند بقيادة إرلينج هولاند، تحركات لايبتزيج المثمرة في الميركاتو، وأحلام القادمين من الخلف، كلّها أمور تجتمع لتبشّر بموسم جميل ومختلف، والأشهر القليلة الأولى ستحدّد سيناريو البوندسليجا.