محمد عواد – سبورت 360 – ضربة مهمة جديدة قامت بها قنوات أبو ظبي الرياضية، كأس ايطاليا ومباريات منتخب إيطاليا وكأس السوبر الإيطالية، وهناك كلام عن كأس تيم الودية أيضاً.
هذا النجاح الجديد، جاء بعد خطف التصفيات الأوروبية لكل من بطولتي أمم أووربا وكأس العالم، وكذلك نهائي كأس اسبانيا والسوبر الإسبانية ومباريات الماتادور الإسباني، ولا ننسى بطولتي ليبرتادوريس والدوري الأمريكي.
شيء ما يتغير … لا نقاش في ذلك
عندما خسرت قنوات أبو ظبي الرياضية حقوق بث الدوري الإنجليزي، أعلنت قناة بي إن سبورتس شعاراً ملفتا “إمبراطورية كرة القدم”، وكان إعلانها مسيطراً على كل الصفحات، ودخلت الأمور في طور من الاحتكار الذي يعكسه فكر الأباطرة، احتكار رحبت به شريحة واسعة من الجماهير، لأن من شأن ذلك خفض مصاريفهم وحصره باشتراك واحد.
شيء ما بدأ يتغير، مع إعلان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على موقعه الالكتروني الاتفاق مع شركة أبو ظبي للإعلام بخصوص التصفيات، ثم تواصلت التحركات، فباتت أكثر وضوحاً في الأشهر الأخيرة.
بوادر عودة لقنوات أبو ظبي الرياضية، والمسألة كما يبدو لن تتوقف إلى هذا الحد، فالتحدي بأن يبقى شعار القناة عالقاً في ذاكرة المشجعين حول العالم العربي، من دون اقتصار على منطقة محلية.
في الداخل .. كلام عن الدوري الإيطالي والإنجليزي
مصادر كثيرة تؤكد بأن ما يجري الآن بداية، فالطموح كبير من أجل استعادة الدوري الإنجليزي، الذي كانت قناة أبو ظبي الرياضية الأولى في التاريخ تنقل كل مبارياته بشكل مباشر من دون استثناء أي مواجهة.
هناك قناعة لدى أوساط الموظفين في أبو ظبي للإعلام، بأن الدوري الإنجليزي أو الإيطالي، وربما كليهما يطبخان على نار هادئة لتعلن عنهما القناة مع وقت المنافسة من أجلهما، وأن باقة البث ستتسع، وبالتالي ستزداد قائمة الذين يشاهدون هذه القناة.
مهندس النهضة .. شخص أم مجموعة؟
عودة القناة قوية وملفتة، ونستطيع التأكيد أن الأوساط الصحفية تناقش كثيراً في هذه المسألة وإلى أي حد ستصل، وبالتالي لا بد من وجود أشخاص يقفون خلف هذا التحرك، يقودون حملة التغيير الذي كانت القناة بحاجتها الماسة.
هذه العودة، لها وجهان يمكن لنا أن نتحدث عنهما بكل ثقة ومن خلال اطلاعنا على أجواء الشركة؛ وجه فردي يتمثل بمحمد المحمود رئيس مجلس إدارة مجموعة أبو ظبي للإعلام، والذي ارتبطت حملة التوسع بتوليه منصب القيادة من جديد.
في العصر الأول للمحمود مع قنوات أبو ظبي الرياضية، كان الدوري الإيطالي في أوجه يبث بصوت علي سعيد الكعبي على القناة، وأيامها حملت لقب “سيدة القنوات”، ومن الواضح أن عودته جاءت بالطموح ذاته، وشبكة العلاقات المميزة التي تم تفعليها لتساعد المؤسسة على إجراء صفقات سريعة وحاسمة.
أما الوجه الجماعي، فيتمثل بمرحلة مهمة مرت فيها أبو ظبي للإعلام وساهمت بهذا التغيير، وكانت مرحلة ما يسمى بتوطين القيادات، ومنح وجوه شابة وجديدة أدواراً مهمة في المؤسسة بكافة أجزائها.
هذه الوجوه المواطنة والشابة التي تدرك اهتمام المجتمع من حولها ، تدرك أكثر أهمية التواجد وعدم جعل كل الأمور محسوبة بمنظور التكاليف فقط، فكان هناك إجماع كامل على ضرورة التحرك، وهو ما جعل رؤية القيادة تلتقي مع قناعات التنفيذيين، ليكون هذا التغيير.
كلاهما لا يبحث عن ربح .. التشفير ضروري !
يجب الاتفاق قبل الدخول في مسائل مثل خسارة الجمهور المالية، أن القناتين بي ان سبورتس وأبو ظبي الرياضية لا يبحثان عن أرباح مالية، بل يمكن القول إنه من الاستحالة تحويلهما لمشاريع رابحة.
فلا سلم أجور الموظفين في الجهتين، ولا تكاليف الحقوق والمصاريف اليومية يمكن تغطيتها من خلال اشتراكات أو إعلانات، فهما مشروعان استراتيجيان للبلاد تأتي نتائجه وفوائده اجتماعياً وإعلامياً وليس على نحو مادي، وبالتالي التشفير ليس طمعاً، ولا محاولة لابتزاز المشاهد.
التشفير ضروري، لأن الحقوق تباع إقليمية، فلا يمكن وصول بث قناة عربية إلى انجلترا لأن ذلك سيؤثر على حقوق شبكة مثل سكاي مثلاً، والجميع يذكر ما جرى مع مباريات يوم السبت في الموسم الأول للبريميرليج على القناة البنفسجية من عدم نقل معظم المباريات.
مادياً .. الجمهور خاسر ولكن!
تقريباً وحسب اتصال تلفوني أجريناه، وحسب أسعار أولية فإن مشاهدة قناة أبو ظبي الرياضية لعام كامل ستكلف المشاهد 175 دولاراً، وهذا يشمل شراء ريسيفر “OSN” التي تربطها اتفاقية مع أبو ظبي للإعلام، لضمان التوزيع والخدمة في كافة أرجاء العالم العربي.
الاشتراك في الباقة الأساسية لقناة بي إن سبورتس “من 1-10” سعره بالمتوسط يقارب 185 دولاراً من دون الريسيفر، علماً أن الأسعار قد تتفاوت قليلاً لأن لبيع لا يكون عبر ممثل رسمي بل هناك نوع من التعويم بناء على الوكيل.
هذه الأسعار تعني أن المشاهد العربي مضطر لمضاعفة ميزانيته المخصصة للمشاهدة الرياضية تقريباً، لو أراد مشاهدة كل شيء، وهو أمر لا يطيقه في معظم المناطق العربية التي تعاني من مشاكل اقتصادية، وبالتالي من وجهة النظر هذه، فالاحتكار كان أخف حملاً عليهم.
لكن مسألة أخيرة في هذه النقطة يجب تذكرها، أنه لا ينبغي لوم أحد لأنه يريد المنافسة، فمع بدايات قناة الجزيرة الرياضية، اضطر المشاهد لدفع اشتراك لهم لمشاهدة عدة بطولات محلية ولشو تايم كي يشاهد الدوري الإنجليزي ولإي أر تي كي يشاهد كأس العالم ودوري الأبطال، كما أن المنافسة هي أساس الحركة الإعلامية في العالم، وهذا الحال الموجود في كل العالم.
من ناحية الجودة .. الجمهور يكسب
السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، كلمة تتردد عادة في إعلانات قناة الجزيرة التي تنتمي لها القناة الرياضية، فكانت هذه السيطرة بمثابة مشكلة لبعض مناحي الجودة، فظهر جلياً مؤخراً على مستوى المعلقين وتكرار نفس الأصوات في كل يوم على المباريات.
الأخطاء ازدادت، فوصلت الحال بأن يخطىء معلق بين سكرتل ورحيم ستيرلينج، وهو معذور لأنه مضغوط من كثرة المباريات، في حين ناقش أحدهم لمدة نصف ساعة أن الحارس هو لاعب كرة قدم أيضاً، وهو معذور أيضاً، لأن تعليقه الكثيف لم يبق له شيئاً ليقوله.
كثرة المباريات والبطولات في بي ان سبورتس، مع عدم القدرة على توسيع فريق العمل بشكل مناسب كان له أثاره الواضحة على جودة بعض منتجاتها، على العكس من حالها في الماضي، وعلى العكس مثلاً من قدرتها على تقديم تغطية مميزة لكأس العالم.
الجودة سترتفع، لأن الطرفان سيتنافسان من أجل تقديم منتج أفضل، فسوف نرى أفكار جديدة في البرامج، ونسمع أصوات مختلفة في التعليق، وهذا يعود على المشاهد بخدمة مميزة، لا تكتفي فقط بنقل المباريات.
خلاصة
المشجع سيتضرر مالياً بالتأكيد من خلال إضطراره لدفع مبلغ مالي إضافي، وربما مبادرة من المجموعتين بعمل تخفيض يقارب 50 دولار لكل جهة، سيجعل المشاهد أقل تضرراً بشكل كبير.
لكن من ناحية الجودة، فالمشاهد سيرى الفرق، وسوف يلاحظ التحسن، فعلى الأقل هناك منافس يمكن مقارنة أدائك به، لتعرف إن كنت تسير على الطريق الصحيح من عدمه.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: