كريم بنزيما….. قادتني المعاناة إلى حلمي!


الدنين البشير- قدرتنا على المواصلة و الصمود ضد تلك اللحظات الكئيبة التي تحمل رسالة في طياتها تدعونا إلى التوقف هي محور إستيعابنا للحقيقة التي نبحث عنها ، إن الأحلام لكي تتحقق تعوز دائما إلى كمية كبيرة من الجدية و الجنون ، الجنون هو الذي يفرز الحماس الذي بدوره سيقودنا إلى التضحية من أجل أن نثبت أننا نمتلك قدرة على صنع الواقع المنشود ، أما الجدية هي تلك الذريعة التي تقودنا عاطفيا نحو دروب الآمال و الاجتهاد .
الاستثنائية في رسم الحلم الذي كان يصنف يوما بطابع هزلي ضمن سلسلة أحلام بعد العصر ، حلم كان في منأى لكي نستطيع الوصول إليه سنطبق تلك النظرة التي قالها أحدهم يوما أنه يحتاج للفوز بالكرة الذهبية هلاك الكل ، هذه النظرة قبل برهة كانت تنطبق على كريم لاعب كان من المستوى الثالث يبقع في غياهب التهميش ، لا أحد يحبه الكل يرى أنه عابر سبيل سينسى كما تلاشى آخرون من ذاكراتنا .
تذكرت  كل ليلة نمت فيها و أنا أرسم في مخيلتي تلك الصورة  الخلابة عن حلمي ، نعم تخيلنا للمبتغى يعطينا قليلا من السرور ، في حارتنا  كنا صبية من أبناء الكادحين لكل منا حلم أنا كنت أشرد في أحلامي في كل لحظة ، ثلاثة  أن ألعب يوما لريال مدريد و أن أشتري منزلا لأمي و ذلك الحلم الغريب الجنوني أن أفوز بالكرة الذهبية.
بعد كل الصراعات الآن حققت حلمي الذي كان يبدو غريبا في ظاهره ، أما في باطنه في جلستي مع نفسي كنت أدرك أن لا شيئ مستحيلا مادمت قادرا على الحركة. 
ذكائه الخارق في التعامل مع الزميل و الخصم مكناه من صناعة إحدى أجمل نسخ لاعبي كرة القدم،  لاعب شمولي تنحصر فيه سمات اللاعب الأنيق كرويا . 
و في مثل هذ اللحظات تصدق الحياة أحلام الكثيرين ، إن البطل كما قيل يوما  يلد من رحم المعاناة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *