مصطفى فرحات – قبل تجربته مع برايتون، كان جراهم بوتر يُدرب فريق سوانزي سيتي، لم يحصل بوتر على الأدوات التي هو بحاجة إليها، لكن وعلى الرغم من ذلك، قدم كرة هجومية وممتعة مع سوانزي.
عندما أنتقل بوتر لتدريب برايتون، لم يُغير من فلسفته على الإطلاق، فهو لايزال يلعب الكرة الهجومية نفسها، ولايزال يعتمد أيضًا على مجموعة من اللاعبين العاديين.
جملة النتائج قد تكون خادعة تنطبق تمامًا على ما حصل مع برايتون الموسم الماضي، فالفريق كان قريبًا من الهبوط، لكن هذا لا يعني على الإطلاق أن ما قدمه جراهم بوتر كان سيئًا، برايتون واجهوا معضلة حقيقية الموسم الماضي، وهي عدم وجود لاعبين يعرفون كيف يضعون الكرة بالشباك كما يجب.
هناك إحصائية تُسمى “عدد الأهداف المتوقعة (xG)” وهي تقيس كم هدفًا كان على الفريق تسجيله خلال المباراة وفقًا لظروف محددة، هذه الإحصائية تقول أنه كان على نيل موباي مهاجم برايتون تسجيل 14 هدفًا مع الفريق في البريميرليج الموسم الماضي، لكن بدلًا من ذلك، سجل 8 أهداف فقط، وبشكل عام عدد الأهداف المتوقعة لبرايتون الموسم الماضي كان 46 هدفًا، لكن الفريق سجل 33 هدفًا فقط.
الموسم الماضي إعتمد بوتر كثيرًا على 343 و4222 و352، خطط وأفكار تساعد الفريق على أن يكون شرسًا في التحولات، خصوصًا مع تواجد إيف بيسوما في وسط الملعب، اللاعب الذي مستعد أن يقضي حياته كلها وهو يقطع الكرات من لاعبي الفريق الخصم.
حتى وهو لا يحصل على الأدوات اللازمة، خسر بوتر الموسم الماضي لاعبًا مهمًا في فريقه وهو طارق لامبتي بسبب الإصابة (طرف أيمن/ظهير أيمن)، طارق لاعب سريع جدًا في التحولات، يمكنه خلق الكثير من الفرص، وعندما يدخل إلى منطقة الجزاء، على لاعبي الفريق الخصم الحذر منه، لأنه بإمكانه أن يكسب ضربة جزاء بذكاء، كان طارق يكسب 2.5 خطأ على الأقل في المباراة الواحدة قبل غيابه عن الفريق الموسم الماضي، وهو بالمناسبة معدل جيد جدًا للاعب يلعب في فريق برايتون.
وبكل تأكيد، فلسفة جراهم بوتر بحاجة إلى مدافعين يلعبون بأقدامهم كما يجب، لذلك كان بوتر يعتمد على بن وايت (أنتقل الى أرسنال) ولويس دانك كثيرًا الموسم الماضي، وعلى سبيل المثال كان لويس دانك يُقدم 5.3 كرة طويلة صحيحة إلى الأمام، وهو رقم عالي جدًا.
برايتون بدأ الموسم الحالي بشكل ممتاز مع جراهم بوتر، الفريق وللمرة الأولى في التاريخ يحقق الإنتصار في أول مباراتين بالموسم في البريميرليج، وهناك تفاؤل كبير لموسم برايتون على أمل أن يكون أفضل من الموسم الماضي.
في بعض الأحيان، انت لست بحاجة إلى صرف 200 مليون يورو في كل سوق إنتقالات حتى تطبق فلسفتك وأن تخلق أسلوب واضح لفريقك، هذا ما يخبرنا به جراهم بوتر، المدرب الذي يبلغ من العمر 46 عامًا فقط، والمتوقع أن يغدو قريبًا أحد أهم المدربين في الساحة الأوروبية.