ينطلق الدوري الإسباني، و برشلونة منقوص من صفقاته، بل منقوص من أساسيه أيضاً، الأمر الذي يضع إرنستو فالفيردي في موقف صعب، وغير عادل، لأن التقييم سيصدر بحقه من دون النظر لظروفه.
بعيداً عن الهجوم المستمر على الإدارة، ورؤية الجماهير لأخطائها، ومطالبتها بالرحيل، فإن هناك أمراً رياضياً مقلقاً ظهر في السنوات الأخيرة معهم في سوق الانتقالات، يتعلق مباشرة بشبكة البحث عن لاعبين حول العالم.
توقف عالم برشلونة هذا الصيف عند 3 لاعبين فقط، كوتينيو و ديمبلي و سيري، وهي أسماء ارتبطت بهم إعلامياً قبل أن ترتبط فعلياً، ولا يبدو هناك نشاط حقيقي للنادي في البحث عن بدائل، وهو يراهن على أن ينجح عناد البرازيلي والفرنسي بكسر إرادة أنديتهم، والسماح لهم بالرحيل.
ولو عدنا للبدائل المطروحة، فهي أيضاً معروفة منذ سنوات، فالكلام عن دي ماريا لم يتغير، والتعاقد مع باولينيو كان مقابل أربعين مليون يورو بسعر غريب رغم إمكانية الاستفادة منه في الملعب، والاسم الوحيد الذي تم ذكره بشكل مفاجىء لنا، كان “لوكاس ليما”، وهي صفقة إرضاء واضحة لنيمار، واختفت مع رحيله، وهذا دليل كبير على أن النادي لديه مشكلة بفكر السوق من سنوات.
كثير من التعاقدات التي جرت مؤخراً كانت من اسبانيا، فراكي وجوميز ارتبط اسمهم بكل أندية أوروبا في نشاط واضح لوكلاء أعمالهم، نجحوا من خلاله بجذب انتباه الكبار، وبالتالي اللعب مع برشلونة، في حين الصفقة الوحيدة التي رأيت فيها بحثاً جيداً، تعلقت بأومتيتي.
ما لم يتسرب كلام عنهم إعلامياً، لا يتعاقد معهم البرسا، إلا كانوا كوارث طبعاً مثل دوجلاس بيريرا وماثيو، في حين لو نظرنا للخصم ريال مدريد الذي اعتاد شراء النجوم، فقد قام بعمل كبير في اصطياد أسماء لم نسمع بها، سواء مع أسينسيو أو فاران من قبل، وهي أسماء تحولت لاحقاً إلى نجوم.
عندما نجح مونتشي مع إشبيلية، لم ينجح لأنه عبقري في تقييم اللاعبين، بل لأنه خلق شبكة من مئات الكشافة حول العالم، الذين يخبرونه بكل فرصة متوفرة، أو موهبة صاعدة قبل الأخرين، فاصطاد خبراء بأسعار زهيدة، وجلب لاعبين لم نسمع بهم تحول أحدهم ليكون دانييل ألفيس.
حتى مان يونايتد أو تشلسي أو بايرن ممن يملكون القدرة الشرائية وغيرهم من كبار أوروبا، يقومون بالتعاقد مع لاعبين ليسوا نجوم، يتبين لاحقاً أن مستواهم مفيد، ويتم الاستفادة منهم في الملعب.
اصطياد كيتا ويايا وأمثالهم كان مفيداً للغاية، ويحتاج البرسا لتكرار هذا الأمر، فلا أستطيع تصديق أن في العالم جناح واحد اسمه ديمبلي، ولاعب وسط واحد اسمه كوتينيو، وجميع الأندية تقوم بصفقات، ترفع جودتها، وتنهي مساكلها بتكاليف أقل، لأنها تحاول معرفة ما يدور في العالم خلال الموسم،وليس تحت ضغط السوق.
من الواضح أن هناك مشكلة جلية بعملية البحث عن مواهب في العالم لديهم، ومن الواضح أن الإعلام يقود ويؤثر بصفقاتهم أكثر مما نتخيل، ولو انتهت الأمور بالتعاقد مع ديمبلي وكوتنيو اليوم، فهذا جيد، لكنه لن ينهي المشكلة؛ فسوف نراها تتكرر؛ إما لاعب صعب لدرجة غير مبررة، أو لاعب تم ترويجه ولا يأتي بالنتاج المرجوة لفترة طويلة، لأن أساس فكر السوق والبحث غير موجود.
روابط مهمة:
– معلومات عن لاعبين
– معلومات عن الأندية
تابع الكاتب :
سناب شات : m-awaad