مقال الاثنين .. نقلاً عن الصحفي الموثوق


محمد عواد – يلاحظ المتصفحون العرب في السوشيال ميديا، تكرار جملة “الصحفي الموثوق”، التي يأتي بعدها عادة خبر عن الانتقالات أو مشكلة في فريق ما، وهو تقديم يريد منه ناشره كسب الثقة بالخبر، خصوصاً عندما يكون الخبر صادماً.

لوكا مومبلانو، اسم سطع نجمه في يوفنتوس كثيراً، فقد كان أول من أكد على قدوم كريستيانو رونالدو إلى تورينو رغم تشكيك كثيرين في البداية، وأصر على رأيه، فبات اسمه في السوشيال ميديا العربية “الموثوق لوكا مومبلانو”.

ولكن مثل أي قصة نجاح، قد تمر بصعوبات، فمومبلانو عاد وراهن من جديد على صفقة غير متوقعة، قاتل وتحدى بخصوص قدوم جوارديولا إلى يوفنتوس، ولكن النتيجة كانت “ساري”، ليختفي وصف “الموثوق” من أمام اسمه في كثير من الحسابات، خصوصاً التي يكثر فيها جمهور اليوفي، لأنه وصف بات يحارب فوراً.

في الحالتين، كان مومبلانو صحفياً يعمل بنهج احترافي، لديه مصادر، يتصل بها فتخبره بأنباء، ثم يتحقق منها، قبل نشر ما يرتاح له قلبه ومنهجه الصحفي، لكن كأي تسريب، قد لا يتحول لواقع، فشخصياً أعتقد أن اليوفي كانت لديه كلمة من بيب، لكنها متعلقة بنتائج المعركة مع القانون المالي النظيف.


كلمة “الموثوق” أصبحت مثل “أسطورة” في السوشيال ميديا العربية، تمنح دون دليل أو مرجع واضح، وأشخاص يصنفون أشخاصاً بناء على رؤيتهم للموضوع، وبناء على فاعلية الكلمة في حساباتهم.

ما أعرفه من تعاملي الشخصي والرسمي مع الصحفيين في دول أوروبا الذين يعملون مع صحف كبرى موثوقة، بأن لديهم نظاماً صارماً للأخبار التي يمكن نشرها، والمسألة ليست تأليفاً ولا اجتهاداً، ولا مجرد افتراضات، فلا بد من وجود مصدر موثق للنشر، وهنا أتكلم عن الأخبار لا المقالات أو التحليلات.

لكن سوق الانتقالات هي معركة رمال متحركة، اللاعب قد يحجز تذكرته إلى روما وثم يتجه إلى برشلونة كما فعل مالكوم، واللاعب قد يعطي كلمته صباحاً ثم يغيرها مساءً في حال وصل عرض أفضل، أو تدخل أحد أفراد أسرته في الوقت بدل الضائع، لذلك ربط تصنيف “الموثوق” بصفقة ما، لا يبدو عادلاً.

الصحفي غير الموثوق لن يصلنا اسمه، الصحفي غير المتداخل مع أجواء النادي فعلاً لن يخلق صيتاً ولن يحاول دخول أجواء خارج منطقته، لأنه بالأساس مستمر بمهنته بمنطق الصمت، والصحفي في الصحف المعروفة وذات الاسم العريق لن يستمر في عمله لو ثبت أنه “غير موثوق”.

فالنهج المنطق المطلوب منا عند التعامل مع الأخبار، ألا نبحث عن كلمة “الموثوق” من عدمها في مطلع الأخبار المنتشرة، بل أن نفهم الأندية التي نشجعها وقدراتها وأجواءها واحتياجاتها الفنية، ثم نحكم على الأخبار بمنطقنا وفهمنا، لا بالاستناد إلى كلمة “موثوق”.

تابع الكاتب في شبكات التواصل :

انستاجرام : @mohammedawaad



Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *