أن تخسر كل شيء في مباراة… قمة الظلم!


محمد عواد – صحيفة القدس العربي – لم أكن أفهم في طفولتي مغزى ما يقوم به الأمريكان في عالم كرة السلة الأمريكية من عقد مباريات تسمى «البلاي أوف» حيث يتواجه الفريقان في الأدوار الإقصائية 5 أو 7 مرات، على أن يفوز باللقب الفريق الفائز بعدد المباريات الأكبر.

كنت أشعر أن المسألة إطالة لا منفعة منها، وأن من يفوز في المباراة الأولى سيفوز في النهاية، لكن كرة القدم أعطتنا انطباعاً آخر عن المسألة. في موسم 2011-2012 استطاع فريق بازل السويسري أن يفوز في ملعبه 1-0 على بايرن ميونخ في دور الستة عشر، لكن العملاق البافاري عاد في لقاء الإياب وفاز بسبعة أهداف نظيفة، واستمر حتى المباراة النهائية التي خسرها بركلات الترجيح، ولو كانت المسألة مباراة واحدة لبات فوز بازل أسطورياً تاريخياً كمفاجأة من مفاجآت كرة القدم الكبرى.

في مونديال 2014، كان المنتخب الألماني أفضل من لعب كرة قدم بشهادة الجميع لكنه في المباراة النهائية لم يلعب أفضل مبارياته وإن حصد اللقب، فظروف صعبة أحاطت به مع إصابة لاعب خط الوسط سامي خضيرة قبل انطلاق المباراة، ودخول لاعب قليل الخبرة مثل كرايمر فكاد أن يتسبب بخسارة «المانشافت» في النهاية انتصرت المانيا.

خلال الكلام مع عشاق كرة السلة الأمريكية، لا يكون هناك نقاش باستحقاق البطل للكأس من عدمه، فهو بطل عن جدارة واستحقاق، حيث يمنح خصمه أكثر من فرصة للتعويض، وبالتالي هو الأفضل بالإجمال وبتكرار المباريات.

نظام كؤوس العالم وكأس أمم أوروبا يتيح دوماً للمفاجآت أن تطيح بالفرق الأقوى خارج البطولة، ويتغير تاريخ الألقاب ربما بسبب خطأ تحكيمي، وهو ما يجعل حامل اللقب دائماً محط إثارة للجدل، فلو كانت البرازيل عام 1982 فعلاً أفضل منتخب في التاريخ وتم منحها فرصتين للعب مع إيطاليا فبالتأكيد كانت ستنتصر، ولربما انتصرت إيطاليا فيكون من الظلم وصف البرازيل تلك بالأفضل في التاريخ التي خسرت رغم تكرار الفرصة لها.

بطولة الدوري دائماً أكثر عدلاً، وكذلك حال دوري أبطال أوروبا لوجود الذهاب والإياب، أما بطولة مثل كأس الاتحاد الانكليزي التي تعتمد على مواجهة واحدة حتى الأدوار المتقدمة فيها، نرى فرقاً ضعيفة تلعب المباراة النهائية.

يبقى ظلماً لمن يلعب كرة جميلة أن يحرم بسبب 90 دقيقة، ويبقى ظلماً لأصحاب الميزانيات الصغيرة أن تطالبهم بتقديم مباراتين للتاريخ أمام فريق أقوى وأقدر منهم بكل شيء، لكن في كأس العالم بالتحديد، من الظلم جداً أن يتم دفن كل الجهود بسبب مباراة.

ملاحظة : هذا المقال مثال مما سيكون عليه شكل كتاب مقبل سينشر قريباً حول وقفات ونقاشات فكرية من عالم الكرة القدم والرياضة.

4 thoughts on “أن تخسر كل شيء في مباراة… قمة الظلم!

  1. يا سلام عليك استاذ محمد عواد كما العاده مقال اقل ما يقال عنه رائع

  2. يا سلام عليك استاذ محمد عواد كما العاده مقال اقل ما يقال عنه رائع

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *