محمد عواد – سبورت 360 – 757 هدفاً رسمياً، وأكثر من 1200 هدفاً عند احتسابات البطولات الودية والمباريات الاستعراضية، ومعدل تهديفي رسمي مذهل مقداره 0.93 هدف في المباراة، ولا ننسى مساهمته المباشرة بلقبي كأس عالم (الثالث أصيب خلاله)، ورغم ذلك لم يلعب بيليه في أوروبا أبداً.
السبب الأول .. أغنى لاعب في العالم
دائماً عندما نتحدث عن الخمسينات والستينات يجب الانتباه أن الفارق المالي بين فرق البرازيل والأرجنتين الكبرى ونظيرتها في أوروبا لم يكن كبيراً ، فوقتها كانت الأندية الأوروبية غير محترفة ولا تعمل بعقلية اقتصادية مثل العقلية الحالية.
لم تكن عقود الرعاية قد ابتدأت، ولا البث التلفزيوني كان مصدراً للدخل، وكان مفهوم الشراكات التجارية لا يتعدى مباراة أو مباراتين.
نادي سانتوس البرازيلي آنذاك كان أحد أهم الأندية في العالم، لامتلاكه بيليه من جهة، وامتلاكه 7 لاعبين من الفائزين بكأس العالم 1962 من جهة أخرى، واخترع لذلك مفهوم النادي المتجول.
تحول سانتوس آنذاك إلى فريق جوال أكثر من كونه فريقاً برازيلياً، كل مكان كان يزروه كانت الأموال تأتي لوجود بيليه، وكان للأخير حصة ثابتة وكبيرة من هذا الدخل، انشغال بيليه بهذه الجولات، كانت أحد أهم أسباب غيابه المتكرر عن بطولة كوبا أمريكا.
منذ عام 1962 وحتى اعتزاله، كان بيليه – تقريباً – أعلى لاعب كرة قدم دخلاً في العالم، سواء من حصته من جولات سانتوس، أو علاقاته مع حملات الترويج التي بدأت تتكون آنذاك، الأمر الذي لم يجعل المال دافعاً حقيقياً له.
السبب الثاني .. كرة متقاربة
في الخمسينات والستينات وحتى منتصف السبعينات، لم تكن الكرة الأوروبية عبر بطولاتها المحلية متفوقة على بطولات الأرجنتين والبرازيل، سواء من حيث القوة أو من حيث الشهرة.
وكانت أندية أوروبا الكبرى تعامل أندية أمريكا الجنوبية معاملة الند للند، ولم يكن هناك أي شعور بالتفوق، كالشعور السائد حالياً، الأمر الذي لم يخلق أي إغراء لبيليه كي يرحل إلى أوروبا.
وعلى سبيل المثال، فحتى نهاية عام 1970، كانت أندية أمريكا الجنوبية قد فازت بلقب الانتركونتينتال 6 مرات، (النسخة السابقة لكأس العالم للأندية حيث كان يلتقي بطل أوروبا مع بطل أمريكا الجنوبية)، في حين فازت أندية أوروبا 5 مرات.
فيديو لأجمل أهداف بيليه
السبب الثالث .. كنز وطني بعد تراجع الإنتر
كاد إنتر ميلان أن يخطف بيليه وهو شاب صغير في عام 1958 مباشرة بعد كأس العالم، وقتها لم يكن بيليه قد تحول إلى مصدر الأموال، فسارع رئيس إنتر ميلان “والد ماسيمو موراتي” إلى التوقيع معه مغرياً إياه بمال إضافي عما كان يكسبه آنذاك.
وافق بيليه كشاب مندفع، لكن حياة رئيس نادي سانتوس أصبحت على المحك بسبب تهديد الجماهير له، مما دفع رئيس الإنتر لتمزيق العقد حسب ما قال ماسيمو موراتي في مقابلة مع صحيفة لاجازيتا ديلو سبورت.
بعد ذلك، وقبل انتقال سانتوس إلى مفهوم الجولات حول العالم، وفي ظل استمرار الإغراءات المالية، جاء القرار المفاجىء من الحكومة البرازيلية باعتبار بيليه كنزاً وطنياً، أي أن قرار بيعه وخروجه يجب أن يكون رسمياً من الدولة.
ذلك القرار فعلاً حمى بيليه من الرحيل لمدة موسم واحد فقط، لأنه بعد مونديال 1962 لم يعد سهلاً إغراء بيليه بالرحيل من النواحي المالية، كما أنه قرار سقط بموجب الانقلاب العسكري عام 1964 المدعوم من الولايات المتحدة.
السبب الحاسم والخلاصة .. ظروف مثالية
في تصريح لبيليه إنه تلقى عروضاً من كل الكبار تقريباً في أوروبا، حيث ذكر ريال مدريد وميلان ومانشستر يونايتد، لكنه رفض كل هذه العروض.
وعن سبب رفضه كان ملخصاً لكل ما سبق “كانت كرة القدم قائمة على الشغف أكثر من المال، كنت ألعب جيداً، وسانتوس كان يلعب جيداً،وكنت أكسب جيداً، وبالتالي لم يكن هناك أي سبب للرحيل”.
سناب شات : m-awaad