ميليتو .. عندما كسب مورينيو الرهان “التاريخي”


سعيد خليل – عندما تعاقد الانتر مع ميليتو في موسم ٢٠٠٩/ ٢٠١٠ بطلب من جوزيه مورينهو، الجميع استغرب الأمر، وأعتبر الصفقة الخاسرة، نظرًا لعمر دييغو، والمبلغ الَّذي دُفِع فيه “25 مليون يورو” كان رقمًا كبيرًا وقتها.
مورينهو كان بحاجة لمهاجم يعتمد عليه في لعبة التحول من الدفاع إلى الهجوم الَّتي يمارسها فريقه، مهاجم سريع وذكي، ولا يضيِّع أمام المرمى، كل هذا اجتمع في دييغو.
صحيح أنه كان يملك ايتو، ولكن في رأسه كانت هناك فكرة أخرى، جوزيه كان يريد أن يوظف الكاميروني بطريقة مختلفة، وهو ما لم يرفضه الأخير، طالما أنَّ مورينهو هو من يطلب، كما قال هو في أحد اللقائات.
في موسمه الأول، ميليتو قدم واحد من أفضل المواسم الافتتاحية للاعب مع نادي في التاريخ؛ لقد كان ذلك موسم الثلاثية للانتر، الثلاثية الَّتي حسم فيها ميليتو لقب الدوري بهدفه في الجولة الأخيرة، والكأس بهدف أخر في النهائي بعد أن كان قد سجل قبلها في نصف النهائي أيضًا.
أما الانجاز الأعظم كان ما فعله في دوري الأبطال، حينما سجل هدفين في النهائي أمام بايرن ميونيخ، بعد أن كان قد سجل في كل مباريات الأدوار الإقصائية، وبعد أن كان أصلًا قد أنقذ الانتر من الخروج من دور المجموعات بهدف وأسيست في أخر 5 دقائق من مباراة دينامو كييف.
كان ميليتو في ذلك الموسم مخيفًا، من النادر جدًا أن تجد لاعب على مر التاريخ وضع بصمته في كل هذا الكم من المباريات المصيرية خلال موسم واحد كما فعل ميليتو وقتها، لقد كانت الصفقة الحلم من مورينهو، الَّذي واجه العالم بإيمانه بدييغو، وانتصر.
لم يستطع ميليتو أن يقدم نفس مستوى ذلك الموسم لاحقًا بسبب الاصابات الَّتي طاردته، ولكن الرصيد الَّذي صنعه في ذلك الموسم كان كافيًا لجمهور الانتر حتى يقبل أن يبقى دييغو في الفريق طول حياته حتى لو لم يكن يفعل شيئًا.
لم يكن دييغو ميليتو مجرد صفقة عظيمة للانتر، لقد كان مثل الحلم في تاريخ النادي.
مرَّ سريعًا، ولكنه ترك أثرًا يفوق حدود الوصف، ودخل بسرعة قياسية قلوب جماهير النيراتزوري الَّذين نفسهم كانوا يرفضون قدومه في البداية، ولا زال لم يغادر حتى اليوم.
دييغو ميليتو، رجل المباريات الكبيرة، الأرجنتيني الَّذي رد على المشككين بطريقة لا تُنسى.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *