تحليل .. الدفاع لم يكن خطأ من الجزائر بل استراتيجيته



محمد عواد- كووورة – يخوض منتخب الجزائر اليوم مواجهة حاسمة لحظوظه بالتأهل إلى كأس العالم، فالخسارة أمام كوريا الجنوبية ستعني نهاية المطاف مبكراً للخضر، وليس هناك مناص من محاولة تحقيق نتيجة إيجابية والسعي إليها.

 المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش تعرض لانتقادات لاذعة بعد المباراة الأولى بسبب لعبه الدفاعي، مما أدى إلى ظهور تقارير تتحدث عن 4 تغييرات في التشكيل الأساسي أمام كوريا الجنوبية، إضافة إلى تصريح المدرب بشكل غاضب “قرأت في الصحف الجزائرية بأنني طلبت من اللاعبين المكوث في الدفاع أمام بلجيكا فلا تصدقوهم إنها مجرد حماقات، لأنني أمرت اللاعبين بالهجوم دون نسيان الدفاع”.

وعند الكلام بواقعية، فإن لجوء الخضر للدفاع أمام منتخب بلجيكا كان طبيعياً، وهذا ما ستفعله روسيا وكوريا الجنوبية عندما يواجهون إدين هازارد ورفاقه، فسرعة هذا الفريق وقدراته بخلق الفرص كبيرة للغاية، والمغامرة أمامهم سيكون ثمنها هدفاً على طريقة الهدف الثاني لدرايس ميرتنز في شباك الجزائر.

المشكلة لم تكن بالدفاع أمام الشياطين الحمر، بل كانت باستراتيجية الدفاع، فمع الدقيقة الأولى من الشوط الثاني كان المنتخب الجزائري يدافع بطريقة تستخدم في الدقائق الأخيرة من المباراة فقط، وليس مع بقاء 45 دقيقة، فلم يكن هناك أي سعي للحفاظ على الكرة، ولا القيام بهجمات مرتدة، ولم تكن التبديلات تهدف إلى تحقيق ذلك، مما يؤكد بأن المدرب ملام، فلو كان وحيد محقاً بأنه لم يطلب من اللاعبين الدفاع، فإن تبديلاته كانت ستعكس صدق كلامه، وهو ما لم يحدث.

الجميع كان قلقاً على المنتخب الجزائري قبل المونديال من خط دفاعه الضعيف والهش، واللعب بفكر دفاعي هو إحدى طرق التعامل مع تلك المشكلة، لكن الفكر الدفاعي لا يجب أن يكون على حساب الرغبة بالتسجيل وتهديد مرمى الخصم، بل يجب أن يكون التفكير قائماً على حماية مرماك وفي ذات الوقت معاقبة خصمك عبر ضرب مرماه.  وهذا ما فعلته إيران مثلاً رغم فارق المستوى الشاسع بينها وبين الأرجنتين، فإنها كانت أقرب للفوز في عدة مناسبات، وباعتراف المدرب اليخاندرو سابيا لولا تألق الحارس سيرجيو روميرو.

وبناء على ما سبق، فيمكن القول إن المطالبة بلعب الجزائر كرة مفتوحة أمام بلجيكا ليست واقعية، ويجب أن نتذكر بأن الدفاع كان يعاني في كل المناسبات حتى أمام بوركينا فاسو، وأن المنتخب الأخضر أمام بلجيكا أغلق المساحات ولم يتعرض إلا لفرص خطيرة قليلة، لكن العيب الوحيد يومها كان نسيان الهجوم، ولو لجأ الخضر لتحصين مناطقهم، وكلما امتلكوا الكرة فكروا بالهجوم، وضرب الخصم بالمرتدات أو حتى من خلال إرهاقه بالاستحواذ قليلاً، فإن النتيجة ستكون أكثر إيجابية.

والمهم اليوم أثناء مواجهة كوريا الجنوبية، أن لا تؤدي الانتقادات الكثيرة للدفاع إلى حالة معاكسة تماماً، بحيث نرى منتخباً “انتحارياً” هجومياً يدفع الثمن غالياً، لأن دفاعه بالأصل يعاني، واي اندفاع غير مدروس سيجعل المعاناة مزدوجة.



تابع جديدنا على الفيسبوك:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *