محمد عواد – كووورة – تتميز منتخبات البرازيل وهولندا والأرجنتين وكولومبيا بوجود البطل المميز القادر على حمل الفريق بعيداً نحو الألقاب، فنيمار وروبن وميسي ورودريجيز كلها أسماء أثبتت علو كعبها وقدرتها على الحسم، سواء ذلك من حيث تسجيل الأهداف أو صناعتها أو قيادة الفرص.
منتخب الماكينات الألمانية يخوض يوم غد لقاء صعباً على الطرفين أمام فرنسا، وهو يدرك بأن لدى الديوك لاعباً استعاد بريقه مع المنتخب اسمه كريم بنزيما، يلعب دور البطل كلما احتاجه المنتخب، ليكونوا في مواجهة فريق يملك بطلاً، وهم المعروف عنهم الكرة الجماعية التي وإن سجل مولر أكثر أهدافهم لكنه ليس بالبطل الواحد، فيتأثر بتأثر مستوى من حوله.
لاعب واحد فقط في المانيا يبدو عالي الثقة بنفسه، ثابت المستوى والأداء، قادر على رفع معنويات من هم حوله، هذا هو مانويل نوير، الذي إن ذهبت المانيا بعيداً في هذه البطولة فيجب الإشادة بدوره في كل مباراة حتى الآن بما فيها مباراة البرتغال، فلولاه في الدقائق الأولى لربما كانت نتيجة مختلفة تماماً غير الـ 4-0.
يقول أندرياس كوبكه مساعد مدرب منتخب المانيا “الجميع يثق فيه، لا يشعر أحد بالتوتر عند خروجه من مرماه فالجميع يؤمن بمعرفته ما يقوم به”.
ويضيف كوبكه كاشفاً شخصية نوير القيادية قائلاً “كلماته لها تأثير كبير في الفريق، هو لاعب لا يقدر بثمن للمنتخب الألماني”.
مانويل نوير، أغلى حارس في تاريخ المانيا والمصنف حسب كثيرين الأفضل في العالم، يعطي المانيا عمقاً تكتيكياً لا يعطيه أي حارس أخر في البطولة، فمسألة خروجه أمام الجزائر لم تكن فعلاً بطولياً منه كما يتصور البعض، فتكرار الحالة أظهر وجود خطة اعتمد فيها يواكيم لوف على حارسه وسمح بالتالي لخط دفاعه بالتقدم لإبعاد سليماني قدر الاستطاعة عن منطقة الجزاء، كما أن أدوار نوير في الركلات الركنية والكرات العالية يجعله مدافعاً إضافياً يساعد فريقه على الظهور بشكل أفضل.
صحيح أن مولر وكروس وشفاينستايجر وغيرهم يؤدون أفضل ما لديهم ويقاتلون، لكن يبقى نوير هو “ميسي المانيا”، القادر على قلب الأمور وجعلها تبدو أفضل مما هي عليه في الواقع، وقادر على إخفاء عيوب زملائه في الدفاع، والأهم من ذلك أنه مصدر لثقة الجميع بأنهم قادرون لأن لديهم نوير.
ولو قدر لألمانيا أن تعانق اللقب رغم المعاناة التي تعيشها كل المنتخبات في هذه البطولة، يجب عدم نسيان دور حارس العملاق البافاري بتصدياته وخروجه من منطقته وكذلك بالثقة الواضحة على وجهه، والتي يقولون عنها في الرياضة “معدية”، أي أنها تنتتقل من لاعب إلى أخر، فنوير هو مصدر هذه الثقة ومصدر الأمل الألماني.