محمود وهبي – صفقة غريبة جداً، بأسلوبها وتوقيت الإعلان عنها وآثارها الكبيرة المحتملة.. هذا أقل ما يُمكن أن يُقال عن ماركو روزه، مدرب منشنجلادباخ الحالي، والمرتبط مع فريقه بعقد حتى 2022، والذي سيُصبح مدرباً لدورتموند بعد نهاية الموسم الحالي.
النقطة الغريبة الأولى هي وجود بند جزائي في عقد المدرب، حيث جرت العادة أن نسمع عن بنود جزائية في عقود اللاعبين، فطريق روزه إلى دورتموند سيكون سهلاً، وسيكلّف 5 ملايين يورو دون عناء المفاوضات.
النقطة الغريبة الثانية هي أن جلادباخ كان المبادر في الإعلان عن الخبر بشكل رسمي، عبر تصريح من المدير الرياضي ماكس إيبرل، قبل الإعلان على موقع النادي ومواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به.
النقطة الغريبة الثالثة تكمن في توقيت الإعلان، فنحن ما نزال في شهر فبراير، وهذا قد يكون له تداعيات كثيرة على لاعبي الفريقيْن عامة، ولاعبي جلادباخ خاصة، وعلى فريقيْن يحاربان في دوري الأبطال، ويحاربان في الدوري من أجل مقاعد دوري الأبطال للموسم المقبل، إضافة لتداعيات أخرى سأطرحها على طريقة أسئلة كالتالي:
جلادباخ لا يؤدي بشكل جيد مؤخراً، وجمع نقطة واحدة في آخر 3 مباريات، وخسر أمام الجريحيْن كولن وماينتس، وسيواجه مانشستر سيتي في دوري الأبطال، فكيف سيكون موقف الإدارة إن استمرت النتائج السلبية، أو إن مُنيَ الفريق بهزيمة كاسحة أمام السيتي؟
إن استمر الفريق في هذا الهبوط بالمستوى، وجاء قرار إقالته قبل نهاية الموسم، فهذا يعني فسخ عقده والاستغناء عن قيمة البند الجزائي، فكيف سيكون موقف الإدارة إزاء هذه الخسارة الأخرى؟ وهل يستدعيه دورتموند فوراً لاستئناف الموسم؟
السؤال الأكثر جدلاً، إن استمر روزه مع جلادباخ حتى نهاية الموسم، وكان هناك تنافس، على سبيل المثال، بين جلادباخ ودورتموند على مركز مؤهل إلى دوري الأبطال، كيف سيكون موقف جمهور جلادباخ إن أخفق في مهمته الأخيرة معهم؟ وكيف سيكون موقف دورتموند، وموقفه هو شخصياً، إن آلت بطاقة التأهل لجلادباخ؟
ضرر توقيت الإعلان قد يكون أكبر بكثير من نفعه، وهذا الفيلم بسيناريوهاته الكثيرة ما كان ليحدث لو تم الإعلان بعد نهاية الموسم.