فينيسيوس جونيور من أفضل لاعبي الريال؟


عطاالله البخيتان – بداية القول لنتجنَّب الغوص في معضلة هذا اللاعب وهي الحسُّ التهديفيُّ سنخلُص إلى نقطة مفادها فينيسيوس يضيع الكثير من الأهداف والفرص ’’المقشَّرة‘‘ بطريقة غريبة نوعًا ما، يصعب قبول أنَّ لاعب محترف يلعب في ريال مدريد يضيع هذا الكم من الفرص.. هذا صحيح ولن أجادل فيه.. لكن هناك جانب مهم وهو أنَّ هذا اللاعب بالذات محكوم عليه بالفشل قبل أن يبدأ وأيضًا عانده التوفيق والحظ في كثير من الأحيان. 
المراقب يعرف أن مشكلة فينيسيوس تتجاوز حدود الملعب.. لن أتناول في حديثي هذه النقطة ولكن سأشير لمدى أهمِّيَّة هذا اللاعب وما يمتاز فيه.
*يُلاحظ المتابع المدريدي بدقَّة أن فينيسيوس جونيور متهور وفي كثير من الأحيان يبالغ في التهريج.. ولكن هو لاعب يتحمَّل ضغط نفسي رهيب.. لا يخشى الانتقاد ولا المواجهة.
اللاعب يتمتَّع بروح قتاليَّة عاليَّة ونفسيًّا هو إيجابيٌّ، فهو يسعى دائمًا لتقديم الأفضل رغم الحكم المسبق عليه بالفشل ورغم الانتقادات الكثيرة.. ومع ذلك يسعى دائمًا للمزيد.
*المتابع للمباريات التي يُشارك فيها فينيسيوس سيُلاحظ أنَّ الجانب الأيسر بوجوده حيٌّ جدًا ومتى ما خرج من المباراة يضعف هذا الجانب كثيرًا، فينيسيوس يخلق جبهة مشتعلة بوجوده وإن كانت الكثير من محاولاته تفشل إلَّا أنَّه يخلقها، أغلب الكرات التي يستلمها عند خط المنتصف تصل للمرمى وهذا ليس بالأمر الهيِّن.
*في مباراة أتلتيكو مدريد وريال مدريد الأخيرة (انتهى 1-1) بعد تسجيل بنزيما هدف التعادل. ركض لاعبو ريال مدريد للاحتفال، وفي أثناء مرور الكاميرة على اللاعبين كان فينيسيوس جونيور يأخذ الكرة من الشباك في أملٍ أن يتقدَّم الفريق بهدف ثانٍ ولما رأى اللاعبين مكتفين بالتعادل تبعهم. لكنه لم يكتفِ بالتعادل كبقيَّة الفريق كان يريد الانتصار. هذه الروح الجائعة للانتصار ولا تقبل بالقليل يمكن البناء عليها للمستقبل كثيرًا.
*لا يخفى عن متابعي فينسيوس جونيور على اليوتيوب أنَّه لم يرفع فيديوهات لقناته في الفترة التي انكسر فيها ريال مدريد هذا الموسم بعد الخروج من كأس السوبر وكأس ملك إسبانيا وكانت من أسوأ فتراته هذه السنة (تشرين الثاني 2020 إلى شباط 2021). وعندما عاد الفريق للانتصار والتنافس على الدوري رفع فيديو جديد. أظن أنَّه لم يرَ الوقت مناسب في تلك الفترة ليرفع فيديوهات تُظهره بعدم الإهتمام بالفريق.
*تكمن مشكلة فينيسيوس في أنَّه احتياطيٌّ مؤكد لهازارد.. متى ما عاد هازارد لم يعد له مكان.. تحمَّل ضغط بنزيما وكروس وميندي من يتجنَّبون التمرير له بكلِّ وضوح في أغلب المباريات.. إلا في الفرص السانحة جدًّا، ودور زيدان في تهميش فينيسيوس.
*يتساءل كثيرون ما دور زيدان في فشله فهو يُعطيه الفرصة تلو الأخرى وفينيسيوس كالعادة يُضيِّعها ولكن الذي تابع هذا اللاعب من عامين إلى الآن سيُلاحظ تغيُّرًا كبيرًا في أسلوبه. منذ عامين كانت الكرة تصل لفينيسيوس ليستعرض مهاراته ليراوغ ليتجاوز لاعب أو اثنين أمَّا الآن منذ عودة زيدان لاحظه متى ما استلم الكرة تراه يُفكِّر أوَّلًا بالتمرير. وهذا ما قتل ميِّزات اللاعب.
لا يمكن أن تحول لاعب مهاري إلى لاعب يمرِّر أكثر مما يراوغ، فينيسيوس بحاجة لمدرب يثق به جدًّا. يُعطيه حيِّزًا ليُحاول ويعمل بجد دون قلق على مركزه. الثقة بفينيسيوس هي الأساس لاستخراج أفضل ما لديه.
*يكفي أن نذكر قصَّة بويول مثلًا ببداية متواضعة لمدافع صلب وأقرب مثلٍ لنا هو كاسيميرو الذي إلى الآن يعيبه استلامه للكرة (الكونترول) واللعب تحت الضغط. ولكن في بدايته كان أشد سوءًا والآن هو في تحسن مستمرٍّ رغم ذلك لم يتعرض لضغط شديد لأنَّ تسجيل الأهداف ليس مطلوبًا منه فينجو من مقصلة التقييم بالأرقام.
*يعيب الكثيرون عليه أنَّه لم ينفجر منذ ثلاث سنين. ولكن لا تنفجر إمكانيات اللاعبين جميعهم في عمر مبكِّر. فبعضهم يبدأ قبل العشرين ويلهب المسكونة وآخرون في بداية العشرينيات وآخرون منتصفها 24 -25
ختاماً: فينيسيوس لديه الكثير ليقدِّمه وهذا ما يشفع له بأن الصبر عليه سيُقدِّم لاعب من خامة كبيرة. هل يُنكر جمهور الريال أهمِّيَّته وقيمته الفنِّيَّة بسبب إهداره الأهداف وهو الذي يخلق فرصًا سانحة للتسجيل أكثر بكثير مما يُهدر.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *