عالي أحمد جدو – كلما ذُكرت فرنسا على صعيد الأندية اقتصرت عليك مدينة الجنوب طول الطريق وعثراته بل وناولتك شمعة تنير لك طريق جسر الوصول للتاريخ العريق وإرث الصميم ، هنا مارسيليا … هنا مارسيليا … هنا مرسيليا جوهرة الجنوب المتنفس الكروي العطر ، شهدت الأعوام الأخيرة فوضى من الإدارة على مستوى التسيير ، فحلت بها مجازر فوضوية وتخبط في الشكل الإداري والعرض الكروي الذابل ، استقالت الإدارة الماضية وجاءت الجديدة لترسم لوحة الخروج من فم المشاكل والعودة إلى سكة قطار المجد المفقود .
أولى تحديثات صياغة العودة تمثلت في اجترار الثلعب الأرجنتيني خورخي سامباولي و المعتنق جاذبية الإستحواذ والإستحواذ التطرفي من المعلم مارسيلو بيلسا ، لم يلبث سامباولي وأن غير كل شيء ورسّخ لفلسفته ” التطرفي الإستحواذي ” مقدما موسما مليء بالمسرحيات والعروض الشيقة ولولا هشاشة الدفاع في مباريات صغيرة بين ظفرين وافتقاره للزاد البشري في جزء الموسم الثاني لكان هناك حديث آخر ، وقبل إنطلاقة الموسم الحالي لم ترخض الإدارة لمطالب سامباولي فرحل الأخير على اثر هذه الحادثة.
جاء الإختيار هذه المرة على الكرواتي ايجور تودور صانع عروض سريالية في فيرونا بالأعوام الفارطة ، فحط الرحال في جنوب فرنسا حيث العبق يلامس الشغف والصخب والجنون بأبها حلله فلسفة تودور وطريقة لعبه تتناقض بشكل طفيف عن سامباولي ، يلعب مارسيليا مع الكرواتي بطريقة آسرة وساحرة يطاردونك دون توقف 11 ضد 11 في كل رقعة من الملعب حدة بدنية وشراسة في الضغط العكسي ، يملكون منظومة دفاعية أكثر تنوعا في الأساليب ، الجميع الآن في فرنسا أصبح يتحدث عن اقتراب مارسيليا بشكل كبير من تحقيق المنشود والظفر باللقب الضائع منذ ما يناهز الثلاثة عشر سنة عن آخر تتويج .