الصينيون لا يفكرون مثلنا .. لماذا جعلوا جيان أسامواه أعلى أجراً من نيمار؟

مستشار الانتقالات، فقرة يومية من موقع سبورت 360 خلال فترة الانتقالات، نناقش فيها أخر أخبار السوق وعلاقتها بالأندية الكبرى في أوروبا.

محمد عواد – سبورت 360 – التقارير شبه الرسمية تتحدث عن أن جيان أسامواه أصبح سابع لاعب أجراً في العالم بانتقاله إلى نادي شنجهاي الصيني، الأمر الذي لا يمكن فهمه  بشكل طبيعي إن لم نعرف السبب الذي يقف خلفه.

تعاقدت الأندية العربية مع العديد من النجوم الكبار، معظمهم جاء هنا للاستجمام في نهاية مسيرته، ومنهم من جاء عندما كان قادراً على العطاء؛ وكان التعاقد مع النوع الأول لأهداف استعراضية، أما الثاني فكان الهدف الرئيسي من خلاله الفوز بالبطولات إما المحلية أو البطولات القارية في نظرة قصيرة دون البحث عن تحقيق شيء أبعد من ذلك.

جلب النجوم المشارفين على الاعتزال لم يغير شيئاً من واقع كرتنا العربية

التجربة الخليجية مع خلال جلب لاعبين على وشك الاعتزال، لم تغير شيئاً من واقع الكرة العربية، فالعصر الحديث جعلنا مشبعين من مشاهدتهم، وسيكون الحديث الإعلامي فقط عنهم عند انتقالهم، ونشاهد لو سجلوا هدفاً جميلاً تلك اللقطة على الانترنت.

لم ترتفع شعبية البطولات ولا معدل الحضور الجماهيري للفرق التي تعتمد على الترويج من خلال النجوم المشارفين على الاعتزال، في حين ما زالت البطولة السعودية مثلاً الأكثر جذباً للجمهور المحلي والعربي في المنطقة الخليجية، رغم عدم انتهاجهم هذه السياسة.

الصين تعلمت ولديها هدف بعيد المدى

عندما بدأ نادي جوانزو مشروع جلب النجوم إلى الصين، كان هناك لقاء مطول مع رئيس النادي آنذاك ليويونجزو، أشار فيه إلى الإجماع لدى الأندية الصينية الكبرى على مسألة مفادها “جلب لاعبين مخضرمين لن يحمس الشباب الصيني للعبة كرة القدم، بل سيجعلهم مهتمون بهؤلاء النجوم فقط.”

باولينيو (26 عاماً) وروبينيو (31 عاماً) وصاحب 25 هدفاً في الموسم الماضي مع كروزيرو ريكاردو جولارت، سيكونوا ممثلين لجوانزو في الدوري الصيني، وسوف يرفعون بالتأكيد من جودة اللعب والمنافسة القارية أيضاً.

نادي شنجهاي الذي جل أسامواه، أعلن عبر رئيسه كنج بانج عن نفس الأفكار، وأكد أنهم يريدون توسيع اهتمام الناس باللعبة في بلادهم، ثم استثمار هذا الاهتمام.

مخزون بشري مجنون .. لكنه يحب عدة رياضات ويريد مصدر رزق

كرة القدم تعد الرياضة الأكثر متابعة في الصين، لكنها ليست مرتاحة في الريادة، فهناك منافسة شديدة من كرة السلة والريشة الطائرة وكرة الطاولة، وفي بعض المناطق تخسر كرة القدم المنافسة.

نحن أمام أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم، وتفشل في إخراج 11 لاعباً ينافسون في أسيا وليس على المستوى العالمي فقط، وهذا دليل على فشل على مستوى الجذب ومن ثم الإعداد.

في حال نجحت الصين بإخراج لاعب واحد من كل 100 مليون إنسان، فإنها ستصنع منتخباً جديراً بالاهتمام، ويمثل البلاد بشكل مميز.

الشاب الصيني يريد أن يؤمن مصدر رزقه ويعيش حياة جيدة، وعندما يرى أن كرة القدم باتت مركزاً للاستثمارات الكبرى، فإنه يريد بالتأكيد الالتحاق بهذا المجال، وأهله سيشجعونه على ذلك.

من أفضل .. أن ترى تشافي أم تلعب ضده كل سنة؟

عندما لعب نادي جوانزو في كأس العالم للأندية 2013 في المغرب، فجر مفاجأة بوصوله إلى نصف النهائي، ليواجه بايرن ميونخ ويخسر برأس مرفوعة بنتيجة 2-0.

هذا الموقف، أهم بكثير من رؤية تشافي أو رونالدو أو أي كان، يلعب في أخر أيامه الكروية 30 مباراة في بطولة محلية، فالأفضل بالتأكيد أن تشاهد نادي بلادك يواجههم وهم في مستواهم، وهذا يدفعك أكثر للعب والرغبة بذلك.

بطولة تنافسية .. نجاح قاري .. أكاديميات

الصينيون أصحاب نفس طويل، ويملكون القدرات الاقتصادية والبشرية لتطبيق ما يمكن تسميته مثلث تطوير كرة القدم بشكل ثوري لديهم.

رفع مستوى المنافسة في البطولة المحلية، ووجود نجوم في عز عطائهم من مستوى عالمي يزيد من الثقة والاحترام للبطولة من قبل الجماهير، إضافة إلى تحقيق نجاحات قارية من خلال هذه الأندية التي تستثمر بقوة ثم الصعود إلى كأس العالم للأندية ومقارعة أفضل نجوم العالم ولو لـ 90 دقيقة.

مما سبق يتم رفع عنصر الارتباط بين المواطن والكرة المحلية، وعندها تظهر أهمية الأكاديميات، التي يتم الاستثمار فيها في الصين بسخاء مثلها كأي استثمار يتعلق برفع كفاءة العنصر البشري هذه الأيام في تلك البلاد، حيث الهدف الأساسي هو توفير أكاديميات بإمكانيات عالمية، تخرج أفضل اللاعبين مع الزمن.

الحكم ليس الآن ..

التعاقد مع جيان أسامواه بأجر أعلى من لاعبين عالميين ليس تبذيراً ولا استعراضاً، رغم أنه ليس ذلك النجم الجماهيري، لكنه لاعب أثبت قدراته الرائعة في قارة أسيا من خلال تمثيله فريق العين، وهذا ما يريدونه منه.

لاعب ممتاز يؤدي بقوة وحماس على هذا المستوى، يرفع من مستوى البطولة لأنه ليس الوحيد هناك، فجميع الأندية الثرية تتصرف مثل شنجهاي، ودفع أجر كبير لهؤلاء هو لإقناعهم بالقدوم للعب في الصين، لأن لاعب مثل جيان من السهل أن يجد فريقاً في أوروبا يريده، لكن ليس بهذا الأجر.

الحكم على التجربة الصينية ليس الآن، بل بعد سنوات، فالاستثمار الحقيقي ليس في أسامواه أو باولينيو، بل هو بجيل صغير في العمر، لذلك قد نتحدث بعد 10 سنوات عن استراتيجية الصين التي جعلت منهم منتخب قوي، وتكتب الصحافة التي سخرت من أجر أسامواه، مقالات عن عبقرية التخطيط هناك مثلما حدث من قبل مع الكرة اليابانية.

تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:

 



سناب شات : m-awaad

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *