محمد عواد – منشور في كووورة – يحتل مانشستر يونايتد المركز السابع في الدوري الإنجليزي برصيد 51 نقطة وبفارق 11 نقطة عن ارسنال صاحب المركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا، ويسود الوسط الرياضي الإنجليزي قناعة قوية بأن الشياطين الحمر لن يتواجدوا في البطولة الأوروبية الأهم للأندية الموسم المقبل إلا بحدوث واحدة من معجزتين؛ أولها محلية ينهار فيها ارسنال ويستيقظ فيها يونايتد ويحصد الانتصارات فيما تبقى من المباريات الثمانية، وأخرى قارية يفوز من خلالها مانشستر يونايتد باللقب وهو المفترض أن يواجه بايرن ميونيخ في دور الثمانية.
وفي الصحافة الإنجليزية تتردد جملة “مانشستر يونايتد عبارة عن وجهين؛ وجه رياضي يلعب في الملعب وأخر تمثله العلامة التجارية وهدفه الأرباح ورفع مستويات الدخل وقيمة النادي”، ومن المعلوم أن الوجهين يتداخلان بشكل كامل، فالمباريات الاستعدادية في تايلاند وأندونيسيا وشراء لاعبين من شرق أسيا كلها أمور اقتصادية أكثر منها رياضية، بل إن انتقادات تم توجيهها لديفيد مويس لأنه لم يدخل في مباريات قوية استعدادية رغم أنه جديد على الفريق، وتم تحميل هذا الاستعداد التجاري جزءاً من مسؤولية النتائج السيئة.
وبما أن جانب مانشستر يونايتد التجاري يكمل الجانب الرياضي فإن غياب الفريق عن دوري أبطال أوروبا يمثل نقصاً كبيراً بالدخل يتمثل بما يقارب 40 مليون يورو بالمتوسط كجوائز المباريات وحقوق البث، كما أن هناك انخفاضاً من الدخل القادم بسبب ترتيبه في الدوري الإنجليزي قد يصل إلى 10 مليون يورو، وقدرت قناة ESPN في تقرير مالي لها الخسائر الكلية لعدم تأهل الشياطين الحمر لدوري أبطال أوروبا شاملاً ذلك خسائر مبيعات التذاكر في المباريات الأوروبية وتراجع بعض العقود الإعلانية بمبلغ 85 مليون يورو تقريباً، وهو ما يعني تراجع النادي إلى المركز الثامن من حيث أعلى أندية كرة القدم دخلاً في العالم، وهذا أسوأ ترتيب سيصله في تاريخ التصنيف المعروف “بدوري ديلويت المالي لكرة القدم”.
ولأن تراجع الدخل يعني تراجع العلامة التجارية وتراجع ميزانية التسويق لها، كما أنه يعني ضعف المنافسة رياضياً في مسألتي الحفاظ على اللاعبين أو استقدامهم، فإن النادي الإنجليزي يخطط منذ الآن لحل مفاجىء للجميع يستطيعون من خلاله الحفاظ على علامتهم التجارية وقيمتهم التسويقية ومستوى دخلهم المرتفع.
أول التسريبات عن هذه الخطط صدرت في الثاني من مارس الجاري عبر صحيفة الديلي ميل لكن في فقرة واحدة ضمن موضوع تحليلي مطول عن الفريق، وجاء فيه إن مانشستر يونايتد لن يسمح بأن يكون بقاؤه خارج أوروبا سبباً لخروجه من الصورة الكبيرة للإعلام الرياضي وهو الأمر الذي سيضعف علامته التجارية، بل إن سيستفيد مما تم بناؤه حتى الآن من اسم كبير فيلعب مباريات استعراضية في أسيا وأمريكا والشرق الأوسط مستغلاً الفراغات التي تتركها عدم مشاركته الأوروبية، هذه الطريقة لم يتجرأ على القيام بها أي فريق أخر من قبل لخوفه من نتائج إرهاق اللاعبين بالسفر الطويل، لكن وكما تشير المؤشرات فإن الشياطين الحمر سيطبقونه.
وتدرك إدارة مانشستر يونايتد المالية خطورة أن يدخل اللاعبين في الإرهاق أو الملل من السفر، فقامت بأمر لم ينتبه لأهدافه أحد، حيث جاء السفر إلى دبي في شهر فبراير لم يكن صدفة بل كان تجربة لهذه الفكرة وقياس أثرها على الفريق، ولم يكن بقصد الاستعانة بالشمس والدفء كما ادعى ديفيد مويس بل كان تجربة لفكرة قد نشاهدها حية الموسم المقبل واعترض عليها من قبل مسؤولي اتحادات قارية لأنها تزيد من تراجع شعبية البطولات المحلية في هذه المناطق المستهدفة من الأندية الكبرى، فنحن سنرى الشياطين الحمر يخلقون جدولاً خاصاً بهم يوازي جدول مباريات دوري أبطال أوروبا في مناطق مختلفة فيبقون دوماً في الصورة ويستفيدون من فارق التوقيت، ويحافظون على مستوى دخلهم وقيمتهم التسويقية والسوقية في آن واحد.
ويمكن وصف هذه الطريقة بالعبقرية لأنها جاءت بما لم يأت به أخرون، لكنها في ذات الوقت خطيرة جداً لأنها قد ترهق اللاعبين من جهة وتجعل عودتهم للمنافسة أصعب، ولأنها قد تخلق انطباعاً لدى اللاعبين بأن الفشل يمكن تعويضه بطرق أخرى من جهة أخرى.