سعيد خليل – يمكننا الحديث عن سيرخيو راموس، ولكننا سنحتاج لوقت حتى نقرر من أين نبدأ؟ وعن ماذا نتحدث؟ وكيفَ نرُّص الكلمات حتى تأخذنا نحو الحقيقة الكاملة؟ حقيقة لاعب تحوَّل مع مرور الزمن، إلى شيء أعظم من ذلك بكثير.
سيرخيو راموس ليسَ ابن ريال مدريد، وربما هذا أعظم ما في القصة، أننا وبالرغم ما نقول عن قيمة سيرخيو بالنسبة للريال، وحُب سيرخيو للريال، وفدائية سيرخيو لأجل الريال، فإنَّ سيرخيو ليسَ إبن النادي، ولم ينشأ في أكاديمية الفريق، ولم يلعب في الكاستيا مثلًا، ولكنه بطريقة ما، يوهمنا كلنا بذلك.
ومن شبه المستحيل أن يكون كل ما سبق مجرد تظاهر او ادعاء منه فقط لكسب حب الجمهور، كما تفعل أغلبية اللاعبين هذه الأيام، حيث تفي قبلة للشعار وبضعة تصريحات عاطفية بالغرض.
دموعه ليلة السقوط أمام دورتموند تنفي ذلك، والدماء الَّتي سالت منه مرارًا تنفي ذلك، والروح الَّتي يلعب بها في كل مباراة تنفي ذلك، شغفه، حماسه، اندفاعه، الشرارة الَّتي تفيض من عينيه، كلها تنفي ذلك، كلها تقول أنَّ علاقة سيرخيو بريال مدريد، هي علاقة صادقة، بدون أي شوائب أو نقصان.
ولو كيفما انتهت هذه القصة، فإنها ستبقى قصة استثنائية بكل ما فيها من تفاصيل ومحطات، وسيبقى التاريخ يتكلم عن سيرخيو راموس وما فعله لريال مدريد.
عن معجزة لشبونة وتدخُل ميلانو، عن ليغا ٢٠١٧ والدقيقة ال٩٠ بتوقيت الرأس الذهبية، عن كل قصة مجد حققها ريال مدريد، وكان وقتها سيرخيو راموس، قبطان السفينة.