سعيد خليل – لن أحدثك عن الطريقة الَّتي أسكت بها كريم عالم كرة القدم، لقد بات الأمر مملًا نوعًا ما، وغالبًا الأشخاص الَّذين سأقصدهم بالكلام باتوا من المعجبين اليوم، لذا دعنا نقفل الصفحة، ونتحدث أكثر عن الطريقة الَّتي يلعب بها كريم كرة القدم نفسها، أعتقد أنَّ الأمر يستحق النقاش قليلًا.
مثلًا تلك الكرة الَّتي خرجت من قدمه نحو فيني في لقطة الهدف الأول، لا زلت غير قادرًا على فهمها، كيف يمكن أن تكون بهذه السلاسة والبساطة! ثم هناك تلك الكرة الَّتي لعبها لفالفيردي بكعب قدمه، فأصبحت الأشياء أكثر وضوحًا، هذا دون الحديث عن رأسية الهدف الأول، والهدف الثاني، وكل مرة كان يغزو بها نصف الملعب، كأنَّّ أحدًا نادى عليه، فجاء حتى يلبي النداء، يكسر خط ضغط بتمريرة، يسحب بضعة مدافعين معه، ثم يعود إلى مكانه.
بالطبع هذه الأشياء ليست جديدة على كريم، اننا نعرفها جميعًا، وشاهدناها مئات المرات، ولكن في مباراة الأمس تحديدًا، شعور غريب داهمني، وكأنني اشاهد لأول مرة في حياتي، لاعبًا يلعب كرة القدم، كان كريم خارقًا ومذهلًا، لا أقصد الهاتريك هنا، يمكن للجميع أن يسجلوا مثلها، ولكن لا يمكن لأحد أن يكون كريم بنزيما، بكل تلك الشمولية الَّتي تحيط به، وكل تلك الدقة الَّتي يضعها في تنفيذ أصغر التفاصيل.
لقد عرفت الكثير من المبدعين في حياتي أثناء متابعتي لهذه اللعبة، أصحاب اللمسة الأولى، والمتعة المضمونة، ولكنني لم أعرف في حياتي مهاجمًا يلعب كرة القدم، كما يلعبها كريم بنزيما.