أحمد حرب – في صيف 2019 وقع نادي إشبيلية مع المدرب الإسباني جوليان لوبيتيجي للإشراف على تدريبه، وذلك بعد 8 شهور عن إقالته من تدريب ريال مدريد، وسنة كاملة على إقالته من المنتخب الإسباني.
جوليان آتى إلى إشبيلية وهو على درجات الانهيار، ففي موسم 2018/2019 حصل إشبيلية على المركز السادس في الدوري يؤهله للدوري الأوروبي، وخروج مهين من برشلونة بسداسية في ربع نهائي الكأس؛ وكان هدف الإدارة أن يعود إشبيلية رقماً صعباً في مصاف الأندية الكبرى بإسبانيا.
موسم إشبيلية الأول مع لوبيتيجي كان يشير إلى إستمرار النتائج السلبية فقط، وهذه الدلالة أتت بعد خروج النادي من ثمن نهائي الكأس أمام ميرانديس! ولكن الأمر كان أشبه بالرؤية المستقبلية في البناء.. لينهي لوبيتيجي الدوري بالمرتبة الرابعة والعودة لدوري الأبطال.
ولكن العودة لدوري الأبطال كانت أيضاً بفوزه بالدوري الأوروبي وبجدارة، كتيبة لوبيتيجي استطاعت الفوز على إنتر ميلان في المشهد الختامي وقبلها مانشستر يونايتد وولفرهامبتون وروما وكلوج، وفي دور المجموعات خمس انتصارات وخسارة في الجولة الأخيرة، أما في كأس السوبر الأوروبي فقدم مباراة للتاريخ أمام العملاق بايرن ميونيخ وأحرجه بعدما وصل إلى 120 دقيقة لعب، لكن الحظ لم يحالف نادي الأندلس ليخسر اللقب.
هذا الموسم، استطاع إشبيلية الوصول للدور الثمن النهائي من دوري الأبطال وضرب موعد ناري مع دورتموند، وحظوظه بهذه المباراة متساوية مع النادي الألماني، وصعد إشبيلية بعد الفوز بأربع مباريات على رين وكراسنودار والتعادل مع تشيلسي وهزيمة من الأخير.
أما في الدوري فبعد انتهاء مرحلة الذهاب (19 جولة) أستطاع إشبيلية حجز المركز الرابع بفارق نقطة عن برشلونة و4 نقاط عن ريال مدريد و11 نقطة عن الحصان الأسود هذا الموسم أتلتيكو مدريد، إذ حقق إشبيلية 11 انتصار و3 تعادلات و5 هزائم كانت من: ريال مدريد وأتلتيكو مدريد وأتلتيك بيلباو وغرناطة وإيبار.. كما سجل 26 هدف وإستقبل 16 هدف.
أما في الكأس وصل إلى دور النصف النهائي، وأستطاع الفوز في خمس مباريات سجل خلالهم 10 أهداف دون أن يستقبل أي هدف.. وكان إقصاء فالنسيا قبل أسبوعين بالدور الثمن النهائي هو الأهم بثلاثية نظيفة، وسيلاقي نادي برشلونة في النصف النهائي.
في سوق الانتقالات الشتوية الحالية أبرم إشبيلية صفقة واحدة وهي اليخاندرو غوميز من أتلانتا لتعويض ايفر بانيغا الذي رحل إلى نادي الشباب السعودي في الميركاتو الصيفي.
وعلى الرغم من كل الإيجابيات التي ذكرتها إلا أن إشبيلية تحت قيادة لوبيتيجي لم يكن شرساً على ثلاثي الليجا، حيث لم يفلح بالفوز على ريال مدريد، فخلال لعب ٣ مباريات خسرهم جميعهم، وسجل هدف واستقبل 4.
أما ضد برشلونة فقد خسر مباراته الأولى برباعية نظيفة ثم تعادل 0-0 و 1-1.. وضد أتلتيكو تعادل 1-1 ثم 2-2 ثم خسر قبل أسبوعان بثنائية نظيفة.
لكن هذا لا يمنع أن نثني على مجهود النادي الأندلسي في مرحلة بناؤه بقيادة لوبتيجي، فسيميوني مثلاً في موسمه الأول مع أتلتيكو مدريد حقق لقب الدوري الأوروبي ثم في الموسم التالي حقق كأس الملك ثم في الموسم التالي حقق الدوري ووصل المباراة النهائية لدوري الأبطال.. ويبدو أن إشبيلية يسير على خطاه فإن إستمر صعود النادي، سننتظر ضلعاً رابعاً في إسبانيا قريباً.