محمود وهبي – لم يستفق بايرن ميونيخ من صدمة إعلان هانزي فليك عن نيته بالرحيل بعد، فهو دخل منعطفاً ضبابياً صعباً، والتطورات المنتظرة من الآن حتى نهاية الموسم قد تحدّد مسار النادي لسنوات كثيرة قادمة.
بايرن يقف أمام سيناريوهات كثيرة، وجميعها ليس بالسهل، ولربما أصعبها سيناريو عودة فليك عن قراره إن حدث تطوّر جذري آخر، لكن التوجّه الواضح حالياً هو أن مستقبل بايرن ومستقبل فليك لا يلتقيان، ما يطرح السؤال الأهم: من هو البديل؟
منذ إعلان فليك عن رحيله، ظهرت قائمة بأسماء المدربين المرشحين لخلافته، والإسم الذي يعجب الفئة الأكبر من مشجعي بايرن هو يوليان ناجلزمان، لكن هناك إسم ملفت في القائمة، وهو مدرب أياكس الهولندي إيريك تين هاج.
المعلومة التي لا يعرفها الكثيرون هي أن تين هاج كان مدرباً للفريق الثاني في بايرن بين 2013 و 2015، وهذا عامل أول قد يجعل الإدارة تفكّر فيه ملياً، لكن هناك أيضاً أسباب أخرى.
تين هاج يدرّب أياكس منذ العام 2018 (أستمرارية)، يتصدر حالياً ترتيب الدوري الهولندي بفارق 11 نقطة عن أقرب منافسيه بعدما تُوّج بـ 4 بطولات محلية في المواسم الماضية (ألقاب)، وصل إلى نصف نهائي دوري الأبطال في موسم 2018-2019 (خبرة أوروبية)، وبلغ ربع نهائي الدوري الأوروبي هذا الموسم قبل خروجه بشق الأنفس على يد روما.
تين هاج يعرف كيفية التعامل مع اللاعبين الواعدين، فقائمة أياكس عجّت بالأسماء التي يقل عمرها عن 22 عاماً منذ بداية حقبته، وهذا أمر ضروري بالنسبة لبايرن الذي يضم أسماء للمستقبل، مثل جمال موزيالا وكريس ريتشادرز وتانجوي نيانزو.
تين هاج يعرف أيضاً كيفية إطلاق النجوم، أو كيفية التعامل مع النجوم، فهو أشرَفَ على فرينكي دي يونج ودوني فان دي بيك ودوجان تاديتش ودافيد نيريس ودالي بليند وكلاس يان هونتيلار وحكيم زياش وسيرجينو ديست وريان بابل وماتيس دي ليخت وغيرهم خلال سنواته مع أياكس.
فكرة تين هاج تبدو جيدة، لكنها لن تكون سهلة أبداً، وهذا لا يتعلق به حصراً، فمن الصعب جداً على أي مدرب أن يحقق ما حققه فليك مع بايرن، ومن الصعب جداً على جمهور بايرن هضم مدرب جديد بسهولة بعد الذكريات الجميلة التي تركها فليك لهم.
