مصطفى فرحات – لم يكن الوداع كما تخيلناه، أو كما تخيله ميسي حتى لكن، الشوارع لن تنسى أبدًا، أو حتى المقاهي والمطاعم والحانات، أرشيف عظيم في تاريخ الكرة كان عنوانه ميسي وبرشلونة.
ميسي قبل بتخفيض 50% من راتبه، لكن هذا لم يكن كافيًا لأن برشلونة تحتضر ماليًا وإقتصاديًا، هذا ما يخبرنا به لابورتا، وهذا ما خلفته إدارة بارتوميو المشؤومة.
الليغا تضع سقفًا بألا تتجاوز رواتب أي نادٍ إسباني 70% من إيراداته :
– برشلونة مع راتب ميسي : كان يصل إلى 115%
– برشلونة من دون راتب ميسي : سوف يصل إلى 95%
بالتالي فإن برشلونة في الوقت الحالي سوف يضطر إلى تخفيض رواتب العديد من اللاعبين وربما التخلي عن المزيد منهم، لذلك حتى لو لعب ميسي مع برشلونة بالمجان، فذلك لن يحل مشكلة النادي.
قد تنتظر برشلونة أيام أكثر ظلمة، فالضائقة الإقتصادية سوف تعذب النادي كثيرًا، لكن بكل تأكيد لا عذاب لأي مشجع برشلوني أقسى من توديع أعظم لاعب مر على تاريخ هذا النادي.
خسر نهائي كأس العالم، خسر نهائي كوبا أمريكا عدة مرات، تعرض لمواقف صعبة ومحرجة، لكن كان واضحًا في مؤتمر العذاب، أنه لم يكن مستعدًا لهذه اللحظة، للرحيل عن برشلونة، مثل الكثير مننا.
قد تكون هذه لحظة إنتصار وفرح لكل خصم له، خصوصًا لعشاق ريال مدريد، لكنها أيضًا لحظة إحترام على هذه المنافسة العظيمة والشاقة طوال هذه السنوات.
عدم تجديد ميسي لعقده، بعد أن كان قريبًا من ذلك، هو أكبر تسلل بتاريخ كرة القدم، ورحيله عن برشلونة كان هدفًا حاسمًا وقاتلًا في شباك برشلونة هز العالم بأسره.