محمد عواد – كرة القدم أصبحت معقدة بشكل كبير، لم تعد نفس اللعبة التي تربينا عليها، تغيرت مفاهيمها، منطلقات صنع القرار وتقييم الموقف فيها، ومن هذا مسألة توقيت إقالة المدربين.
لعل أبرز قرار غير منطقي بعدم إقالة مدرب، كان عدم إقالة فيرجسون بعد سنوات عجاف، لكن ذلك القرار “غير المنطقي” تبين لاحقاً أنه أفضل قرار عرفه نادي كرة قدم، وأصبحت قيمة مانشستر يونايتد أكثر من 5 مليار جنيه استرليني، بالإضافة لعدد هائل من الألقاب.
ليفربول مر بنفس التجربة مع يورجن كلوب، والنتيجة خروج المدرب في تصريحات الأخيرة بثقة وقوله “ليس هناك سبب لترحل عن ليفربول”، علماً أنه كان يتحدث عن ريال مدريد وبرشلونة بشأن محمد صلاح، وهذا تصريح يوضح نتيجة الصبر على المدربين بعض الأحيان ولو لم تكن نتائجهم هي الصحيحة.
في حين مر ميلان بتجربة عكسية حالياً، لقد تم اتخاذ قرار رحيل بيولي فعلاً، لكن تعقيدات المفاوضات مع رانجينك، جعلته يستمر، والآن يعيش ميلان أفضل فترة له منذ 10 سنوات، وقد يكون بيولي سبباً في ولادة ميلان من جديد.. وكأن ذلك القرار لو تم تطبيقه، كان سيضيع على ميلان صحوة ونهضة.
في التاريخ تناقضات رهيبة بهذا الشأن، فهناك صبر على المدربين كان ثمنه مواصلة الانهيار إلى خط اللارجعة، فكل سنة لها مصاريفها المالية الهائلة، ولو ساءت اختيارات اللاعبين، قد يجد المدرب التالي نفسه بلا فريق ولا أموال، فلا يكون بيده قرار أفضل من الاستسلام.
أندية مثل يوفنتوس وبرشلونة وآرسنال مع اختلاف ظروفها، تعيش حالياً نفس السؤال، هل تصبر؟، فربما لديها فيرجسون أو كلوب، أم تصبر فتندم مثلما ندمت أندية أخرى!
سؤال قيمته مليارات وليس القاب فقط، سؤال يوضح أننا أصبحنا في مرحلة مختلفة في عالم صناعة القرار الكروي، ولا بد تجزيء التقييم إلى عناصر أصغر، وعدم الاكتفاء بالنتائج، فهناك معطيات عديدة تؤدي لاحقاً إلى النتائج، ولو كانت سيئة في الوقت الحاضر.
أمر قد لا يفهمه المشجع ويرفض تقبله، لكن الدروس القديمة تجعل الإدارات مضطرة لتحمل صخب وغضب العشاق لفترة، فبعض الأحيان هناك مؤشرات لا يمكن مشاهدتها على لوح النتائج.