مارسيلينو.. رجل المستحيل!

جاسر جاءبالله – شخصياً أعتبر مارسيلينو واحداً من أفضل المدرببن الذين دربوا في الدوري الإسباني، عقل تدريبي مميز ومدرب يجيد التصرف في المباريات الكبيرة ويدير فريقه بشكل جيد. 
تجربة هذا المدرب التدريبية بدأت من فريق يدعى ليالتاد في الدرجة الثالثة الإسبانية ليقوده للصعود للدرجة الثانية، حلمه كان واقعي مرتبط بدرجات الأمل التي تحدو تفكيره وقد كانت بالفعل المرة الأولى في تاريخه التي يصعد فيها نادي ليالتاد للدرجة الثانية. 
إستلم بعد ذلك خيخون وفي موسمه الأول كان قريباً جداً من الوصول بالفريق للدرجة الأولى وقد فصله عن ذلك الحلم 6 نقاط فقط. 
قدم موسماً مرعباً مع راسينغ سانتاندير حين إحتل المركز السادس كأفضل تصنيف له منذ أكثر من 7p سنة، ووصل لنصف نهائي الكأس وتأهل لكأس الإتحاد الأوروبي لأول مرة بتاريخ النادي… والعديد من التجارب التي كانت كمعجزات حقق فيها كل شيء ممكن كما فشل في بعضها وهي بالمناسبة قليلة جداً. 
في سنة 2017، لقد مر من الزمن موسمين على آخر مرة حقق فالنسيا نتائج جيدة و تحديدا في موسم 2014-2015 حينها إحتل الفريق المركز الرابع في الدوري… الأخبار تقول أن مارسيلينو قادم لتدريب الفريق! وعناوين الصحف في فالنسيا لا أمل لديها!! كيف لا والفريق غير جهازه الفني لثلاثة عشر مرة خلال خمسة سنوات وكل لاعب لا يعلم كيف سيندمج ولا أحد يفهم ما يجري. 
حين جاء مارسيلينو كانت خطاه ثابتة، رجل يعلم جيدا ماذا يفعل أرسل لكل لاعب في منزله نظامه الغذائي المحدد مع رسالة لعائلته كان محتواها أن تساعده على تقبل هذا الأمر والصبر على نجاحه وتشجيع اللاعب.
ما يجعل مارسيلينو شخصاً ناجحاً هو طريقة تطبيقه لنظام لاعبيه الغذائي، شخص لا يتسامح أبداً مع زيادة الوزن وهو أمر مقدس بالنسبة له وهذا ما ذكره للاعبيه في أول جلسة معهم حين قال لهم أن أي شخص تتجاوز نسبة الدهون في جسمه 9,5 سيتم معاقبته بعدم المشاركة في المباراة القادمة. 
باريخو قائد الفريق كان يود الرحيل عن المستايا لكن المدرب أقنعه بالبقاء والمواصلة وشرح له المشروع  ليتحدث قائد الفريق بعد ذلك عن مدربه “منذ بدايتي معه شعرت بشيء مختلف لا أعرف ماهو تحديدا، لكن الطريقة التي نتدرب بها مدهشة و نظرتهم للعبة وطريقة إعدادهم للمباريات، لقد صدمت بالفعل! لذلك قلت لنفسي حسناً لقد إتخذت القرار بالبقاء، لا أستطيع إضاعة سنة أخرى من حياتي وأنا لا أعمل مع هكذا مدرب.” 
هو شخص يفضل كثيراً المرتدات، ويتميز كل فريق دربه بصلابته الدفاعية وهو يمجد الدور الجماعي للفريق ودائما ما يؤكد أن الفرد لا ينجح إلا بتوفر الجماعة أو المجموعة… فالنسيا معه شهدت طفرة في عالم الكرة الاسبانية وكان خصما شرسا لكل الفرق وعلامة صعبة أمام فرق ريادة الترتيب وكل مشجع لذلك النادي مازال يتغنى بإسم هذا المدرب كيف لا وهو الذي وصل للمركز الرابع بقيمة صرف إجمالي لا تتجاوز ال 35 مليون يورو. 
رحل عن فالنسيا بطريقة أقل ما يقال عنها أنها مجحفة مقارنة بإنجازاته وما حققه للنادي، لم يستسلم وواصل البحث حتى جاءه إتصال من أتلتيك بيلباو يُعرب فيه عن أنهم يريدونه مدرباً للفريق فلم يتوانى لحظة في قبول العرض رغم صعوبة وضع الفريق… لعب أمام الريال في نصف النهائي وفاز عليه ومن ثم فاز على البرسا في النهائي وحقق الكأس الذي لم يحلم بتحقيقه يوم أي مشجع لبلباو وأمام من؟ أمام فرق بحجم البرسا والمرينغي! وكل هذا بعد ثلاثة مباريات فقط من تنصيبه مدربا على الفريق.
هذه هي حكاية مارسيلينو شخص يصنع الإعجاز أينما حل و إرتحل، لذلك فالمجد كل المجد لهكذا أشخاص.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *