محمد عواد – كووورة – لم يرحم بايرن ميونخ صاحب الأرض روما وسحقه بشكل لم يتوقعه أحد، فالعملاق البافاري أنهى اللقاء في الدقيقة 35 بوصول الفارق إلى 5 أهداف، ليكون انهيار الذئاب المدوي، والذي أعلن من خلاله بيب جوارديولا من الأرض التي بدأ منها قصة إنجازاته عندما فاز مع برشلونة بلقب 2009، أن بايرن ميونخ الحالي أكثر خطراً على الآخرين.
وشهدت شبكات التواصل الاجتماعي ردود فعل من بعض الجماهير مذكرة بخسارة بايرن ميونخ الموسم الماضي 0-4 أمام ريال مدريد في لقاء العودة، مشككة بقوة بايرن ميونخ رغم الاستعراض المرعب في الأرض الإيطالية، وهو ما يجعل ذكر بعض الأسباب التي توضح الفارق بين الموسم الحالي والماضي بالنسبة لبايرن ميونخ، مع التشديد على أن الأمر ليس متعلقاً بمباراة روما فقط، بل هو عن بايرن ميونخ بشكل عام منذ بداية الموسم.
بايرن ميونخ تعلم :
درس الموسم الماضي لبايرن ميونخ كان قاسياً للغاية ولن يتم نسيانه بسهولة أبداً، وصفها كل من يمثل الفريق الألماني بأسوأ ليلة عرفوها في حياتهم، مما يعني أن العناد ونسيان مفاهيم التوازن لن تتكرر من جديد هذه المرة، وهذا أهم اختلاف عما كان عليه الحال في الموسم الماضي، فقد ضحك ممثلو النادي الألماني عندما علموا بقرعتهم مع ريال مدريد فيما اعتبره الإعلام آنذاك استهزاء بالخصم، لكن الحال تغير بالتأكيد هذه المرة.
بايرن الحالي أكثر حكمة .. شكراً لتشابي:
مع ثنائية تشابي الونسو – فيليب لام في خط الوسط، بات بايرن ميونخ منذ قدوم المايسترو الإسباني أكثر حكمة، وأكثر ترابطاً وقدرة على تغيير شكله ورتمه حسب معطيات اللقاء، تفاهم النجمين الخبيرين السريع في الوسط جعل البايرن الجديد أكثر حكمة، وبالتالي أكثر قدرة على التعامل مع المشاكل أثناء المباريات.
بايرن ميونخ الجديد أكثر توازناً:
الشكل الجديد المرن المتراوح ما بين 3-4-3 إلى 4-3-3 أكثر توازناً من الموسم الماضي، فدور تشابي الونسو يشبه كثيراً ما كان يقوم به مع ريال مدريد من حيث المساهمة الدفاعية، في حين أن وجود برنات أمام ديفيد الآبا يمكن البايرن من تطبيق الضغط بشكل ممتاز على الأطراف، ومع وجود مهدي بن عطية وجيروم ثابتين في الخلف يصبح البايرن الجديد أكثر توازناً من الحالة الانتحارية التي عاشها الموسم الماضي.
عناصر تساعد على اللعب المباشر أكثر:
وجود ماريو جوتزه كأساسي خلف ليفاندوفسكي تغير مهم أيضاً، فقد أصبح بايرن ميونخ أكثر قدرة على لعب الكرة المباشرة في بعض المواقف، فرغم استمرار فكرة الاستحواذ والتيكي تاكا، إلا أن أدوار بعض اللاعبين في خط الوسط باتت أكثر حرية من الموسم الماضي، فحرية جوتزه ودوره المباشر نحو المرمى واضح للغاية، كما أن ليفاندوفسكي دوماً لاعب يبحث عن الزميل المتحرر للعب الكرة اإلى الأمام، ومثل هذا التغيير ليس بسهل أبداً خصوصاً مع استذكار حالة هوس الاستحواذ التي تملكت لاعبي البافاري الموسم الماضي.
المهاجم البولندي ليس ماندزوكيتش:
يتميز روبرت ليفاندوفسكي عن ماريو ماندزوكيتش بأن الأول يشارك في بناء الهجمات وصناعة الفرص، فهو ليس مجرد مهاجم صندوق يسجل كلما سنحت له الفرصة، ومثل هذا الدور للمهاجم البولندي هو ما دفع جوارديولا لطلبه لأنه يريد مهاجماً بمزايا رأس حربة داخل الصندوق، ويخدم كمهاجم مساعد خارجه .. وهذا ما يقدمه روبرت لبايرن ميونخ، مما يمكن حامل لقب الدروي الألماني من خلخلة الدفاعات المتمركزة بشكل أفضل بهذه المزايا الثنائية.
مهدي يصنع الفارق أيضاً:
ليس هناك أسعد من مهدي بن عطية هذه الليلة، فقد أخذ بثأره من الجماهير التي هاجمته ومن النادي الذي أصدر بياناً رسمياً يشوه سمعته، لكن بعيداً عن لقاء اليوم فإن ما يقدمه المدافع المغربي من قدرة على إغلاق المساحات والتعامل مع الكرات في الهواء إضافة إلى قطع الكرات، يجعله إضافة ونقلة نوعية حقيقية في خط الدفاع مقارنة بمستوى البرازيلي دانتي.
مرونة الشكل:
عيب بيب جوارديولا الأشهر أثناء برشلونة كان عدم توفر الخطة “ب”، الأمر تكرر الموسم الماضي فلم يكن هناك إلا 4-1-4-1، أما هذا الموسم فالفريق يعيش أشكالاً كروية كثيرة في نفس اللقاء، فالتحول من 3-4-3 إلى 4-2-3-1 و4-3-3 و4-1-4-1 يتم من دون أن يشعر أحد ومن دون الحاجة لإجراء تبديلات، مما يخلق جدلاً مستمراً في الصحافة ومواقع الإحصاء عن شكل بايرن في المباريات.
مثل هذه المرونة هو ما يحتاجه العملاق الألماني ليفاجىء خصومه الذين يتمركزون في المناطق الخلفية باحثين عن ضربه بالمرتدات، فالدفاعات قد تنجح مع شكل معين، لكنها ستواجه مشكلة في حال تسلح الفريق بأكثر من رسم في نفس المباراة.