سعيد خليل – ال24 من مايو عام 2014، ليلة النهائي الأوروبي الكبير في لشبونة، ليلة أُخرى كان لا بدَّ للقانون أن يحكُم بأحكامه فيها.
لم يلعب تشابي ألونسو يومها، وذلك بعد ان أرتكب خطأً ليس له معنى في المباراة السابقة أمام بايرن ميونيخ، خطأ سيحرمه من مرافقة زملاءه على أرض ملعب النور، حيث سيقدموا أرواحهم من أجل العاشرة الغالية.
لم يكن راضيًا عن ذلك، ولكنه بكل الأحوال أتى إلى الستاد متأنقًا ببدلته الرسمية كعادته، يمسك في يده كوبًا من القهوة، ويتجهز للجلوس على مقاعد المنصة الشرفية، لقد كان أشبه شخصية دبلوماسية مرموقة، هذا ما يوحي به تشابي دائمًا عندما لا يكون على أرضية الملعب يرتدي القميص رقم 14 خاصته.
على أي حال، دقائق قليل، وبدأت المباراة، وما إن حدث ذلك، حتى تبيَّن أن كل تلك المظاهر ما هي إلا خدعة، فجأةً ذهبت الأناقة أدراج الرياح كأنها لم تكن، وعاد تشابي إلى حقيقته، فتحوَّل للاعب اضافي من على المدرجات، يتفاعل مع كل لقطة، ويصرخ مع كل كرة، لم يكن صعبًا أن تشاهد روح المشجع فيه، لقد كانت تسبح في عينيه بكل وضوح، وتراها في حركاته وتصرفاته، يكفيك ركضه الهيستيري في اللحظة الَّتي ضرب بها بايل الكرة برأسه، قفزه من فوق السور الفاصل، تخطيه للجميع، واندفاعه نحو الحشد الَّذي يحتفل بجنون في زاوية الملعب، لقد كانَ مشهدًا لا ينسى.
في تلك الليلة، ريال مدريد لعب ب12 لاعب، 11 على الميدان، وواحد من على المدرجات، كان ألونسو، بقلب مشجع.