عشاق كرة القدم يعشقون ويدافعون عن لاعبين لم يشاهدوهم يلعبون في حياتهم، وأنا عاشق كرة قدم وأعشق بعض الأساطير وأنا لم أشاهد لهم مباراة كاملة في حياتي، ومن هؤلاء أسطورة المجر الذي كان أخي يحدثني عنه وعمري ٦ سنوات ويردد جملة شهيرة أحفظها حتى الآن ” أفضل فريق في التاريخ لم يفز بكأس العالم …
أفضل لاعب لم يفز بكأس العالم”، حفظت اسم بوشكاش من يومها مع اسم يوهان كرويف لأن الجواب كان هولندا والمجر وكرويف وبوشكاش، ولي كل الفخر بأن أكون كاتب حقائق كثيرة في هذا الموضوع عن هذا الرمز الكروي الكبير لأول مرة في العالم العربي، وكل ذلك حصلت عليه من مصادر مقربة لعائلة اللاعب الكبير وسيرته الذاتية في زيارة قصيرة قمت بها للمجر الأسبوع الماضي.
سيرة ذاتية مختصرة:
الهدف من هذا التقرير هو تقديم الجديد وليس اعادة ذكر معلومات لذلك ستكون سيرته الذاتية العامة مختصرة، فيرنس بوشكاش، لاعب مجري ولد عام 1927 ورحل عنا في 2006، مسقط رأسه بودابست عاصمة المجر، يعد واحداً من أفضل اللاعبين في التاريخ وهو صاحب 84 هدفاً في 85 مباراة دولية كواحد من أعلى المعدلات التهديفية في عالم الكرة الدولية.
لعب 13 سنة في فريق بودابست هونفيد حتى 1956، ثم انتقل إلى ريال مدريد عام 1958 والملاحظ أنه بقي موسمين من دون فريق لأسباب سأكشف عنها لاحقاً في هذا التقرير، واستمر في كرة القدم لاعباً حتى عام 1966 ومثل المجر واسبانيا أيضاً على المستوى الدولي، وحقق مع الملكي 5 القاب دوري و3 دوري أبطال وفاز بالميدالية الذهبية الأولمبية مع المجر وحقق أفضل إنجاز في تاريخ بلاده عالمياً بل في تاريخ أوروبا الشرقية في المونديال عندما حل ثانياً في مونديال 1954.
مركزه في اللعب كان الجناح الأيسر مع الدخول كثيراً لتسجيل الأهداف، وحقق لقب هداف الدوري الاسباني 4 مرات وهو الوحيد الذي سجل 4 أهداف في المباراة النهائية لبطولة دوري الأبطال، وصنفه اتحاد التأريخ والاحصاء كأفضل هداف في القرن العشرين وأفضل هداف في بطولات الدوري حول العالم.
بعد اللعب تحول للتدريب، لم يحقق الشيء الأسطوري كلعبه لكنه وصل مع بانثيناكوس إلى نهائي دوري الأبطال عام 1971 وخسره مع أياكس، درب في العالم العربي منتخب السعودية لعام واحد والنادي المصري لثلاثة أعوام تقريبا، وتم تسمية ملعب المجر الرئيسي باسمه، وهو أول سفير من لاعبي كرة القدم لمنظمة SOS لرعاية الأطفال ولذلك سبب ستعرفه لاحقاً أيضاً، وصنف رسمياً حسب اتحاد بلاده كأفضل لاعب في تاريخ المجر.
زيارة المجر وفرصة تقرير بوشكاش:
التقيت في زيارة قصيرة للمجر كل من أرباد توت مدير أكبر صفحة على الفيسبوك تتعلق ببوشكاش وأحد الوجوه الإعلامية المعروفة في تلك البلاد لعمله الصحفي طويل الأمد، وشوش روبرت مدير تسويق موقع بوشكاش الرسمي التابع لأسرته والذي يتم من خلاله بيع كل منتجات الأسطورة المجرية ومنح حقوق الملكية الفكرية.
كان الاثنان رائعان من حيث تقديم المساعدة والمساندة لي بكل ما أطلبه منهم من أسئلة واستفسارات تتعلق بحياة الأسطورة، كما أنهما كانا سعيدين للغاية بمعرفة نيتنا في موقع سوبر طرح أول تحقيق صحفي عربي مختلف في العصر الحديث عن حياة الأسطورة المجرية.
عقدته اللغة العربية:
بوشكاش عاش في بلاد كثيرة منها أمريكا واسبانيا واليونان ومصر والسعودية، هذا الأسطورة تعلم اللغة اليونانية والانجليزية والاسبانية ولغته الأم المجرية، الرجل الذي لم يعجز عن هز شباك أي خصم عجز عن أمر واحد .. تعلم اللغة العربية.
يقولون إنه كان يذكر هذه الحقيقة كلما قابل شخصية عربية، والظريف في الأمر أنك لو عشت في المجر بعض الأيام تكتشف عدد الكلمات المشتركة الكبيرة بيننا، لكن اللغة مختلفة جداً من حيث التركيب، فيكفي أن تعرف بأن ليس لديهم تذكير وتأنيث في الضمائر اللغوية.
كافل الأيتام:
في الجزء القديم من بودابست وهو “بودا” تجد تمثالاً لبوشكاش يلعب الكرة وينظر إليه الأطفال، في البداية تعتقد أنك أمام مجرد نحت تخيلي لا أكثر، لكن مدير تسويق موقع بوشكاش قال لي عنه “هذا ليس مجرد نحت تخيلي، بوشكاش كان عاشقاً لدعم كل طفل فقير ولم يكن يرفض لهم طلباً”.
وأضاف “هذا التمثال صورة طبق الأصل عن صورة فوتوغرافية التقطت له في مدريد عندما طلب منه الأطفال في الشارع استعراض مهاراته”.
الإعلامي المجري الأخر أرباد قال لي “بوشكاش كان داعماً لكثير من الأطفال والفقراء، لقد كان محبوباً للغاية بفضل تواضعه الذي لم يقتله الشهرة والنجاح”.
ومن القصص الشهيرة التي يعرفها المجريون عن بوشكاش ما جرى في مطلع الخمسينيات أثناء تدريبات خاضها اللاعب الراحل، في تلك التدريبات التي كان يشاهدها عدد كبير من الجمهور خرجت الكرة لتتهاوى عند أقدام أحد الأطفال، فما كان من الأخير إلا حملها وبدء اللعب فيها وتناسي إعادتها للاعبين كما جرت العادة.
بوشكاش قال بغضب “أعطني الكرة واذهب لأمك الآن”.
الطفل انهار بالبكاء، وقال لبوشكاش “أنا لا أملك أما، إنها ميتة”.
يصف الناس هنا ردة فعل لاعب ريال مدريد السابق بالصدمة العنيفة، فما كان منه إلا أن لحق بالطفل بعد إنهاء التدريبات، وذهب معه إلى بيته الذي تبين وجوده في الضواحي المحيطة بالعاصمة، وهناك اكتشف أن أمه ووالده قد رحلا بسبب أحد الاضطرابات السياسية التي عانتها المجر، فالدولة تعرضت لاحتلالين في أعوام قليلة؛ احتلال نازي تلاه احتلال سوفييتي بدأ بكلمة “تحرير”، أهل الطفل رحلا بسبب الاحتلال الأخير الذي انتفض ضده المجريون عدة مرات.
موقف بوشكاش لم يكن منح مال ليومين وفقط،بل رعا الطفل حتى تخرج من الجامعة، ثم قام بمساعدته على إيجاد عمل بأسرع وقت ممكن، والغريب أن هذا الطفل رفض الكشف عن هويته، ومن الأقاويل أن ذلك بناء على طلب بوشكاش الذي كان يصر على المساعدة بصمت.
بوشكاش كان صاحب يد طولى بمساعدة الأطفال، لذلك لم يكن اختيار منظمة SOS له عبثيا!
من يشبهه الآن؟
عندما تتحدث بوشكاش فأنت تتحدث عن أسطورة وأول لاعب اشتهر بالرقم 10 في التاريخ فليس هناك من حمل هذا القميص قبله واشتهر كشهرة المجري، ونحن جماهير كرة القدم نحب المقارنات، لذلك كان سؤالي لمن اجتمعت بهم، من يشبه بوشكاش حاليا؟
الجواب كان “ليونيل ميسي”، فليونيل يشبهه بذكاء التحركات والاقتحامات واللعب بالقدم اليسرى ومسألة القرار في أقل من ثانية، كما أنه وحسب قول أرباد يميل للتمرير عندما يجد المساحات مغلقة بعكس رونالدو الذي يسدد بكل الأحوال.
ليونيل ميسي أفضل لاعب بقميص رقم 10 حالياً في العالم كله، وبوشكاش كان أفضل لاعب رقم 10 في العالم في أيامه، كلاهما يلعب باليسرى وكلاهما يعتمد الجماعية وذكي في التصرف بسرعة، وكلاهما يبدأن اللعب من الطرف ثم يدخلان ويسجلان وكلاهما متخصصان بتحطيم الأرقام القياسية.
الخائن العظيم:
اندلعت عام 1956 ثورة مجيدة في عيون معظم المجريين، بدأت الثورة بالطلاب ضد الحكم البوليسي الشيوعي وكثرة الضحايا حسب وجهة نظر الثائرين، تم اعدام بعض الشباب الذين أعلنوا مطالبهم فثارت المجر .. وتأسست بعض التنظيمات المسلحة، لكن القمع كان سريعاً من السوفييت وقتلوا 2500 من المسلحين و3000 مدني حسب بعض الاحصائيات رغم أن الأرقام متضاربة حتى الآن بشكل كبير، تشرد نتيجة الثورة القصيرة 200 الف مجري وتمت اعتقالات واسعة بالجملة لسبب أو من دون سبب في صفوف الشعب.
آنذاك، كان المنتخب المجري يتدرب في النمسا، وعندمات قامت الثورة قرر اللاعبون عدم العودة حتى يقفوا على نهاية الحكاية، ذهبوا ويقال أن صاحب الفكرة كان بوشكاش بصفته الكابتن إلى أمريكا الجنوبية واقاموا معسكراً طويلاً هناك.. ولأن بوشكاش والفريق رفضوا العودة حسب أوامر السوفييت تم اعتبارهم مخالفين للأوامر، ولأن اللاعب الكبير عسكري آنذاك وقائد الفريق، فإن حكم بوشكاش المنتظر كان الإعدام!
لم يعد بوشكاش إلى المجر وطال غيابه حتى الثمانينات من القرن الماضي، يؤمن المجريون من أعداء النظام السوفييتي بأنه بطل حقيقي دعم الثورة بطريقته وبما يستطيعه، فقد هز يد النظام العسكرية ورفض أوامرها، كما أن ما يقال عن دعمه لأسر الضحايا في تلك الثورة يدعم نظرية دعم بوشكاش للشعب في وجه محتليه وإن وضعوا في الواجهة مجرد غطاء محلي، لذلك يرى محبيه أن وصف مناصري النظام السابق له بالخائن هو شهادة عز لا إهانة، وأنه خائن لمن ظلموا الشعب، بالتالي فهو خائن عظيم.
يزور ضريحه 100 ألف سنوياً:
أكبر كنائس المجر الكاثوليكية هي كنيسة ستيفن، وستيفن هو أول ملوك المجر، تم إخباري أن ضريح بوشكاش يقع في مكان المقابر المخصصة للمشاهير والمهمين هناك، وبالتالي قررت الزيارة وأن أستفسر عن شعبية الأسطورة بعد أن رقد بسلام.
التقيت بالمسؤول الأمني للكنيسة والذي طلب مني عدم ذكر اسمه بناء على التعليمات هناك، وقال لي “يزور الكنيسة من أجل بوشكاش سنويا 100 ألف زائر على الأقل، معظمهم ليسوا من المجر ومعظمهم من مشجعي ريال مدريد”.
قمت بطلب الدخول لتصوير المكان هناك وتمت الموافقة على طلبي، وتفاجأت بعدد كبير من الأشخاص المهتمين بهذا الضريح كان منهم مجموعة تتكلم الإيطالية، فالأسطورة تعبر القارات والحدود وتبهر الجميع ولو لم تتكلم.
ويبقى السؤال لماذا لا يزوره كثير من المجريين؟
الجواب كان عند شوش روبرت والذي قال لي “لقد همشت السلطات السوفييتية ذكر بوشكاش بشكل كبير للغاية، لقد كان ممنوعاً ذكر اسمه في التلفاز والإذاعة، وعندما سجل 4 أهداف في نهائي دوري الأبطال تم ذكر المعلومة بشكل سريع حتى لا ينبته لها الناس”.
إنجازات بوشكاش واسمه تقريباً تم تحريمهم على جيل كامل نشأ بعد انتهاء قصة الجيل الذهبي المجري، فلا يعرفه هؤلاء كثيراً ويسمعون به كسمعهم بأي ناجح في بلادهم عاش قبل مئات السنين، لذلك يسعى أرباد في صفحته على الفيسبوك للوصول إلى المجريين والدفاع ضد من يروج نظرية خيانة بوشكاش ويضع النقاط فوق الحروف ليستعيد الأسطورة مكانته التي يستحقها في البلاد التي اضطر للرحيل عنها.
صور خاصة من ضريحه:
ظلمته الصور والتكنولوجيا:
يعتقد المجريون هنا بأن بوشكاش هو ضمن أفضل 5 لاعبين في تاريخ كرة القدم ولو تغير شكل اللعبة، لكنهم يتحدثون عن ظلم الصور والتكنولوجيا لهذا النجم، فهو غادر كرة القدم قبل عالم البث التلفزيوني والصور الكثيرة … ويستشهدون بذلك على أن العالم بدأ بتصنيف الأساطير في عصر بكنباور وكرويف .. أي بعد سنوات قليلة من توقف بوشكاش عن اللعب.
الخسارة القاسية وثورة اديداس :
عندما ينتصر منتخب بلادك على منتخب أخر 8-3 في الدور الأول، ثم يقرر القدر مواجهة جديدة فأنت تتوقع فوزاً أخر ولو كان بنتيجة أقل، لكن أن تخسر 3-2 بعد أن تتقدم 2-0 في أول 10 دقائق فتلك مصيبة!
هذا ما حدث مع المجر في مونديال 1954 ضد منتخب المانيا الغربية في المباراة النهائية، لا تتخيلوا كم الأساطير الموجودة في المجر حول ما جرى في النهائي، البعض يتحدث عن رشوة المانية بين الشوطين شملت سيارات وأموال لأن الألمان احتاجوا الفوز لمنح شعبهم ثقة للانتاج بعد الحرب العالمية الثانية، وهناك حديث عن تهديد سوفييتي واضح لبوشكاش وزملائه بضرورة الخسارة حتى لا يكتسب المجريون ثقة أكبر وهم كانوا أول من زعزع استقرار السلطة السوفييتية في أوروبا الشرقية، خصوصاً أن ستالين قال عنهم “يجب معاقبتهم بشكل لا ينسونه أبداً” كما يذكر متحف الرعب الواقع في بودابست.
اللاعبون خرجوا بتصريحات تبدو رياضية وينكرها المؤمنون بنظرية المؤامرة “فبوشكاش قال لقد كنا مرهقين جداً”، ومن المعلومات المؤكدة أن الأسطورة لعب النهائي مصاباً ورغم ذلك سجل في تلك المباراة، ومما تؤكده التقارير أن هناك هدفاً صحيحاً للمجر تم الغاؤه بداعي التسلل.
تلك الخسارة كانت صادمة لدرجة منعت اللاعبين من الخروج من منازلهم لأسابيع عديدة، تعرض الشعب كله لإحباط ولم تعد له الحياة إلا في ثورة 1956، وأما الفريق الذهبي فقد تفكك بعد عامين نتيجة تلك الثورة ولم يلعبوا معاً أبداً من يومها في فريق واحد.
في أحد الكتب الذي يشرح قصة نجاح ماركة أديداس تجارياً وتؤكده صفحة ويكبيديا الخاص بنهائي مونديال 1954 كان هناك شرحاً رياضياً مهما لما جرى، المباراة كانت تحت مطر غزير، وقامت أديداس بتزويد اللاعبين الألمان بأحذية رياضية مصممة خصيصا للعب كرة القدم تحت غزارة المياه كأول حذاء كرة قدم مدعم بمسامير أرضية، وهذا صنع الفارق في الملعب .. وكان نقطة نجاح ثورية لأديداس ساهمت بانتشارها في مجال الرياضة بشكلها الكبير الذي نعرفه.
تلك الخسارة قصة مؤلمة تجدها في وجه كل مجري حتى الشباب منهم الآن والذين اطلعوا على قصة بوشكاش بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، تجد الجميع حزيناً وكأن المباراة لعبت في عام 2013، تحدثت مع بعض الشباب بالانجليزية في مقهى ستاربكس حيث تجد المجريين الذين يتحدثون لغات أخرى، والمهتمون منهم كان الحزن يسيطر عليهم بسرعة مع العودة إلى الأحداث تلك، هذا الحزن وعندما تقرأ عن شخصية بوشكاش تتأكد شخصياً أنه كان في قلبه حتى أخر يوم، وتعرف أنه كان يتمنى عودة الزمن وينال نفس الحذاء الذي ارتداه خصومه من باب تكافؤ الفرص ثم يقرر التاريخ من الأفضل لعبا لا بالمعدات!.
قصة السمين الأسطوري:
روى جورج بيست وهو أسطورة كرة القدم الايرلندية الشمالية قصة ظريفة عن بوشكاش، حيث كان مع بوبي تشارلتون ودينس لو وبوشكاش في أحد الأكاديميات الأسترالية.
يقول بيست “لم يحترم الشباب بوشكاش لأنه كان سميناً بعد اعتزاله كرة القدم وتقدمه بالعمر، الأمور وصلت ببعضهم حد السخرية من مظهره وعدم قدرته على فعل شيء”
“ثم وبعد وقت، قررنا أن نضع حداً لذلك بجعلهم يتحدون السمين العجوز في حال سدد الكرة تجاه العارضة 10 مرات، فكم مرة سيصيبها؟”
يتابع بيست “معظمهم قالوا أقل من 5، فتقدم بوشكاش مسدداً 9 مرات بطريقة طبيعية فأصاب العارضة فيها كلها، ولكنه في العاشرة استعرض باطلاقها في الهواء ثم بكتفه فرأسه وبكعبه وضربها مقصية في النهاية مصيباً العارضة للمرة العشرة على التوالي فأصاب الجميع الذهول والصمت حتى سأل أحدهم “من هذا ؟”… لأجيبه “إنه السيد بوشكاش”.
عندما تسمع قدرات ذلك الرجل بعد التقدم بالعمر، فعلاً تتمنى لو يعود شاباً الآن وتؤمن بمقولة عشاقه “ظلمته الصور والتكنولوجيا”.
بوشكاش … تراث وطني! :
مثلي مثل أي سائح يشعر أهل البلد بأنه غريب الأطوار، فكل شيء هناك يجذبنا وإن لم يجذب المجريين، شاهدت أسيويين ينبهرون بكل عمود وكل حجر في بلاد غنية بالثقافة لأبعد حد، ومما جذبني محلات لبيع التحف والقطع التي تمثل تراث المجر.
فوجئت تماما بأن أول ركن لهذا التراث هو ركن بوشكاش، أعلام وقمصان وشعارات عديدة تجعل بوشكاش رمزاً تراثياً وطنياً وليس مجرد لاعب كرة قدم، ذلك كان المحل الأول الذي اراه لكن جولة أوسع في أنحاء المجر جعلتني أرى بوشكاش مع كل محل يقدم ملابس وتحف تراثية .. فهو ليس لاعب كرة قدم، إنه رمز وطني وتراثي.
هذه الشخصية الأسطورية جعلت المطعم الذي كان يأكل فيه مزاراً سياحياً لم أقاوم التوجه لأشاهده وألتقط له صوراً، وبالتأكيد تناولت الطعام هناك كمعلومة لبعض الأصدقاء الفضوليين، هناك كان يتناول بوشكاش طعامه وتستطيع سؤال المطعم عن وجبته المفضلة كي تتناولها، كما أنه لو حالفك الحظ فإنك ستلتقي بزوجته التي تزور المطعم يومياً وإن كانت تحب البعد عن الأضواء الإعلامية.
إلى هنا .. انتهت الزيارة لأسطورة تعرف مكانتها عندما تذهب وترى قيمة الفخر بعيون من يحملون جنسيتها !
بوشكاش من اللاعبين القلائل جدا الذين أرغب فعلا بمشاهدة مباراة كاملة له و أعتقد بأن العالم صب تركيزه على بيليه و مارادونا و لم يهتم ب لاعبين أسطوريين قد يكونو أفضل منهم بكثير ك دي ستيفانو و بوشكاش و لاودروب