سعيد خليل – في الشوط الأول من مباراة باريس وميونيخ ليلة أمس، كانت هناك لقطة وضع فيها مبابي زميله نيمار وجهًا لوجه مع مانويل نوير، طبعًا العادي أن تكون الكفة في تلك اللقطة للبرازيلي، ولكنني أراهن على أنك عند لحظة معينة توقعت أنَّ مانويل سيتصدى لها، ربما هذا ما توقعه نيمار أيضًا، وجعله يتخذ أسوء قرار ممكن، ليحدث التصدي فعلًا.
في أخر ربع ساعة من المباراة، كانت هناك لقطة اخرى، ولكن هذه المرة نيمار هو من مرر الكرة نحو مبابي خلف دفاع البايرن المتقدم، ولكن نوير وصل إليها قبل الفرنسي، وذلك لأنه كان قد قرأ اللعبة قبل فترة طويلة، وأدرك أنَّ خط الدفاع سينكسر، فتهيأ للركض، وعندما أتت اللحظة، خرج بالتوقيت المثالي.
في نهاية المباراة، اللقطة نفسها تكررت بقالب مختلف قليلًا.
إنَّ هذه اللقطات منفصلة كليًا، ولكن كمية الحضور الفني والذهني الموجودة فيها مرعبة، كل قرار أخذه مانويل نوير الأمس كان صائبًا وموّقتًا بطريقة مثالية، وما يزيد من قيمة هذه القرارات أنها كانت في وجه ثلاثي مؤلف من نيمار مبابي ودي ماريا، مع خط دفاع يضغط بشكل عالي ويجعل من كل فرصة عليه مشروع هدف بنسبة نجاح تفوق المتوقع.
لا يوجد حارس في العالم اليوم بإمكانه النجاح في سياق كهذا مثل مانويل نوير، لا يوجد حارس في العالم بإمكانه سلب الرهبة الَّتي يفرضها المهاجمين العالميين وقلبها عليهم مثل مانويل نوير، لا يوجد حارس في العالم بإمكانك أن تضعه وحده في ساحة معركة وأنت مطمئن البال بأنه لن يخذلك مثل مانويل نوير.
مباراة الأمس كانت مجرد تذكير بهذا، ولكن لا شيء فيها استثنائي بالنسبة لمانويل، الاستثنائي حقًا هو أن لا يقدم مباراة كهذه.