ميلان يتكلم الصينية … الخطوات المطلوبة لاستعادة الهيبة


تحول نادي ميلان مؤخراً للأسف إلى فريق بسيط، اختفى اسمه من وسائل الإعلام، وبات يستخدم كمثال للفرق المنهارة، وأصبحت سوقه محل تندر لدى الكثيرين، حيث يشار إلى بحث جالياني عن صدقات أكثر من بحثه عن صفقات.

أعلن نادي ميلان أخيراً بيع النادي إلى مستثمرين صينيين، وهؤلاء قادمون لغاية بسيطة، حصد الأرباح المالية، وليس خلق كرة جميلة إن لم تخدم مصالحهم، وبالتالي ولفريق بحجم ميلان، وبالنظر للمبلغ المدفوع مقابل خروج بيرلسكوني، فإن الحل الوحيد كي يصبح هذا الاستثمار رابحاً هو عودة ميلان للمنافسة الدائمة في ايطاليا والمشاركة المستمرة المشرفة في دوري الأبطال، ومن هنا نبدأ هذا التقرير.

السوق شبه انتهت … الوقت تأخر !
تأخر إعلان بيع ميلان رسمياً لدرجة بات فيها كل اللاعبين الراغبين بالرحيل في فرق جديدة، مما يعني ارتفاع سعر ما تبقى من أسماء، وهو أمر لن يكون جاذباً على الأغلب لمستثمر جديد.

أمر أخر مهم يتعلق بسوق ميلان في موسم 2016-2017، أن البيان الرسمي تحدث عن اتفاق أولي وتوقيع عليه، مما يعني أن هناك إجراءات أخرى لنقل الملكية، وحتى ذلك الحين سيكون هذا الشهر قد انتهى على الأغلب.

ما سبق يعني بأن ميلان لن يضرب بقوة في هذه السوق، لكنه مطالب بأن يقوم ببعض التحركات لتعزيز صفوفه.

مونتيلا مدرب جيد .. والأسماء يمكن البناء حولها
لا نقاش بأن أسماء فريق ميلان الحالي ليست بجودة ميلان الأصلية، الفريق الذي كان عملاقاً في أوروبا والحاضر دوماً في مقدمة بطولاتها، لكن هذه الأسماء ليست بالسوء الكارثي، بل يمكن البناء حولها بشكل جيد.

يذكرني الأمر كثيراً بتشكيلة يوفنتوس عندما جاء أنطونيو كونتي، فلم يلجأ في الموسم الأول إلى تغيير كل الأسماء، بل جلب عدة أسماء متوسطة ودعمها بفيدال وبيرلو، وبنى حول الأسماء القديمة، ليصل في النهاية إلى معادلة فريق منافس على اللقب خطف الكأس في الأسابيع الأخيرة.

هذه السياسة، وفي ظل مدرب أثبت معرفته الجيدة بالتدريب وبكرة القدم الإيطالية، فإن مونتيلا يستطيع استنساخ مشروع كونتي، ولكن بناء على الأسماء التي يملكها، والفرص المتوفرة في السوق.

نظرة إلى صفقات الميلان الحالية
قام ميلان حتى الآن بعدة صفقات هادئة، فقد جلب جوستافو جوميز من لانوس، وهو لاعب دولي في مركز قلب الدفاع، فاز الموسم الماضي باللقب مع لانوس في الدوري الأرجنتيني، ويعد من أفضل مواهب منتخب باراجواي، ومقارنة بالأسماء الموجودة في دفاع ميلان، فهو خطوة إلى الأمام.

أما اللاعب الثاني الواعد في التعاقدات فالمهاجم الحاسم القادم من بيسكارا، جيانلوكا لابادولا، الذي كان مركز تنافس بين عدة أندية إيطالية بعد موسم رائع في الدرجة الثانية، جعل كثيرين يشبهونه بصعود نجم لوكا توني مع باليرمو.

كما أخذ ميلان خطوة فيها نوع من المغامرة بالتعاقد مع الظهير الأيسر القادم من ريفر بليت ليونيل فانجيوني، الذي يبلغ من العمر 29 عاماً وقضى مسيرته في الأرجنتين، الأمر الذي لا يمكن تفسيره إلا بأن النادي رأى في اللاعب شيئاً لم يراه أحد غيره، لكن مع التذكير بأن هذه الصفقة لم يطلبها مونتيلا، فهي محسومة قبل حضوره.
أسماء الميلان الحالية .. ما هي الاحتياجات؟
يمكن القول إن مركز حراسة المرمى مضمون لدوناروما في ميلان، ولا داعي للقلق بخصوصه في الموسم الأول حتى يتم اختبار هذا الحارس الشاب في أجواء أكثر حماسية واستقراراً.

خط الدفاع وبعد صفقات جوستافو جوميز و فانجيوني بات يملك تشكيلة فيها العدد الكافي، وأستطيع القول إن جودته مقبولة مقارنة بجودة الخصوم في ايطاليا، فوجود أسماء مثل رومانيولي وأنتونيلي ودي شيليو وأباتي وزاباتا، تجعل هناك خط كافِ لإطلاق الموسم الجديد.

خط الوسط في ميلان هو المشكلة عندما ننظر إلى الأسماء، فصحيح أن هناك أسماء يمكن البناء عليها مثل بونافينتورا وكوشكا ومونتوليفيو، لكن مستوى الأسماء الأخرى مثل بولي وهوندا وماوري وبرتالوشي كان غاية في التذبذب، مما يعني أن الصفقة الأهم التي يحتاجها ميلان تتعلق بهذا الخط قبل التفكير بأي خط أخر.

هجومياً، مع وجود نيانج و لابادولا المؤكد، يبقى مسألة حسم مستقبل كل من كارلوس باكا ولويز أدريانو، فكلاهما معروف عنه الحسم في تجاربه السابقة، ولعل فرصة ثانية لهم مع ميلان في ايطاليا هي أفضل صفقة يجب القيام بها من قبل النادي الإيطالي، ولا ننسى وجود ماتري كاحتياطي في الفريق – حتى الآن – لا يعد فكرة سيئة في الموسم الأول من العصر الصيني.

لكن يبقى خط الهجوم أمر مقلق لميلان لأنه لم يحسم مصير اثنين من لاعبيه حتى الآن، فباكا مطلوب بقوة من نابولي وويستهام، أما لويز أدريانو فيحاول ميرتشا لوتشيسكو مدربه السابق في شاختار جلبه إلى زينيت بطرسبرج حيث انتقل مؤخراً، كما أن بورتو أعلن رغبته بالتعاقد معه… وبالتالي يبقى العمل على هذا الخط مفتوحاً حتى يتم خلق الاستقرار فيه، لكن من الواضح أن رحيل أي منهم يتطلب تعزيز الفريق بنفس الجودة.

الخطوات المطلوبة لعودة ميلان في ظل الملكية الصينية
– أول خطوة يحتاجها ميلان في الشهر الحالي هو الدخول بسوق الانتقالات، وجلب لاعب خط وسط مقاتل وصاحب جودة في نفس الوقت، فالفريق بحاجة لهذا المركز بشكل أساسي قبل أي تفكير إداري.

– عدم استعجال النجاح أبداً بعد إنهاء أمور السوق، فالفريق مر بحالة من السبات العميق، ولا بد من وقت كي يستيقظ .. لو استيقظ سريعاً كان به، ولو لم يفعل فلا بد من مواصلة العمل حسب الخطط.

– الإبقاء على كارلوس باكا ولويز أدريانو كفرصة ثانية لهم لتجربتهم مع فكر مونتيلا المدرب الحالي، الذي كان يشغل هذا المركز في الماضي، وبالتالي يمكنه مساعدة لاعبيه.

– الإسراع بخلق هيكلة واضحة لصنع القرار في ميلان بعد رحيل الرجل المتحكم بكل شيء، فغالباً ما يكون هناك فقدان استقرار نتيجة مثل هذا الرحيل الذي يترك فراغاً، وبالتالي يعطل عجلة مسيرة ميلان للأمام، فلا بد من نظام إداري يشبه أنظمة الشركات الحديثة، وهو معمول به في كثير من الأندية الكبرى.

– ما إن يبدأ الموسم، يجب منح مدرب الفريق فرصة العمل من دون تدخل فيه، وهذا أمر نادر في تاريخ نادي كان يملكه بيرلسكوني، ولعل هذا أفضل شيء يمكن منحه للاعبين والمدرب لخلق استقرار وانسجام بينهم.

– البدء بدراسة وحسم مسألة الملعب الجديد بعد أن كان بيرلسكوني قد أغلق المشروع بداعي حبه لسان سيرو، فهذا القرار يحتاج وقتاً وشجاعة، وكان بالنسبة لليوفي نقطة حاسمة ومساعدة في التقدم من موسم إلى أخر، جعلته يشتري هيجواين وبيانيتش في الصيف الحالي، وهما أفضل لاعبين في أقوى خصمين له!

– الشروع بجلب فريق إدارة رياضية جديد، شاب ويحمل الفكر الحديث، فقد انتهى عصر جالياني ومن معه كما أظهرت السنوات الأخيرة، وإن كان هناك رغبة ببقاء بعض الأسماء القديمة كواجهة، فلا بأس في ذلك، ما دام الهيكلة والعقلية خلف الكواليس ستتغير .. فلا بد من جلب فكر جديد وحماس وأساليب مختلفة لهذا المجال.

– الاستثمار في الكشافة والبحث، فلو كان الصينيون الجدد رجال أعمال، فهم يعرفون أن استثمار 2 مليون يورو مثلاً في هذا المجال قد يعود عليك بمئات الملايين لاحقاً، وهذا الأمر يتطلب خلق هيكلة جديدة في ميلان تشبه الهيكلة الصاعدة في أندية كثيرة مثل ساوثامبتون حيث العمل المستقل لهذا الفريق عن أي جهاز أخر في النادي، مما يعطيهم حرية الإبداع والبحث حول العالم قبل وضع قائمة من الأسماء المميزة الأقل تكلفة على طاولة الإدارة الرياضية والمدرب.

– شراء نجم كبير في الصيف المقبل، فصحيح أن الوقت في هذا الموسم قد انتهى، لكن لا بد من صفقة لغايات رياضية من جهة، ولغايات ترويجية من جهة أخرى، فصفقة كبيرة بجلب اسم مميز ستعطي العالم كله رسالة بأن ميلان قرر التحدي، وبدأ يعود، وفي هذا فوائد للمعنويات داخل الفريق، وفي استعادة الهيبة خارجه.

تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:


 



سناب شات : m-awaad

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *