محمد عواد – من الأرشيف – سوبر – قد تكون صحيفة الموندو ديبورتيفو الكتلونية هي أخر وأعلى مستوى في الرياضة تورط بوضوح مع العنصرية، فوضع لاعب ريال مدريد بيبي كجزء من سلسلة تطور الإنسان وأنه مرحلة متوسطة بين القرد والإنسان ليس إلا تصرف عنصري ساذج وأحمق.
في الماضي خرجت كثير من التصريحات والتصرفات العنصرية، لاعبون تورطوا في شتائم واضحة، وجماهير لم تتردد بجلب الموز إلى الملعب، أو الصراخ كالقرود فيها، واكتفت الصحف والاتحادات الرياضية بالعقوبات وتوقفت هناك، واشمئز العاقلون وأصحاب المبادىء السليمة من هذه التصرفات واكتفوا أيضاً… ولكنهم لم يدركوا أن للقصة بقية.
فهؤلاء المصنفون والذين يعتقدون أنهم في أعلى درجات البشر، فيضعون فلاناً قرداً وأخر خنزيراً وثالثاً كنوع أخر من الحيوانات يجب التوقف معهم وأن نشرح لهم بأن للقرد بقية!.
يقول شاعرنا العربي الرائع أحمد شوقي “إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”، وبالتالي فإن إكمال القصة يجب أن يكون صادقاً، فهؤلاء العنصريون واصفو البشر بالقرود والمبتسمين والمصفقين لهم لديهم مشكلة حقاً في الإنسانية فهم ذهبوا، هم الآن أقل من القرود من الناحية الأخلاقية، نعم خلقهم الله تعالى وأكمل خلقهم الجسماني بأحسن تقويم، وأعطاهم عقلاً ليكونوا مفضلين على العالمين، لكنهم رفضوا ذلك، فقرروا هدم بنائهم الأخلاقي، لتصبح الحيوانات أرقى منهم “أخلاقاً” وهم قبل أن يستهزوءا بالقرود، ينبغي عليهم التعلم منها.
في كتاب العدالة في عالم الحيوان لمارك بيكوف وجيسيكا بيرس، قرأت العديد من القصص التي تجعلك تحترم كل كائن حي، تعلمت أن القرود تطرد المتنمر فيها وتنبذه، بينما هناك بشر يحترمونهم ويتحالفون معهم، قرأت أن الضباع توزع المهام بينها حتى لا يتم تحميل أحدهم فوق طاقته، وأن الذئاب لا تغامر بمستقبل أبناء جنسها أبداً، وأن الكائن القوي يترفع عن قتل الضعيف لو لم يكن جائعاً، وقرأت عن حيوانات لا تأكل وحدها إلا لو جاء ابن جنسها معها.
لذلك للقرد بقية نعم، وهذه البقية تقول إن بعض البشر هم أسوأ كائن باستغلال ما وهبه الله تعالى الله، فقد أرادنا القدير أن نكون أرقى من كل شيء ووهبنا القدرة على ذلك، لكن العنصريين يصرون على الانحطاط بأخلاقهم إلى درجة تجعل لدى الحيوانات أخلاق أرقى منها.