جاسر جاءبالله – حين استلم رالف هازنهوتل لتدريب ساوثهمبتون كان الفريق يعيش حالة صعبة في مستواه، حيث يحتل مراتب متأخرة و يصارع على الهبوط، الحصيلة كانت سيئة للغاية فلم يحقق الفريق سوى فوز وحيد طوال النصف الأول من الموسم.
مهمة رالف الأولى كانت النظر للمستقبل القريب فهو يريد البقاء في الدرجة الممتازة ومن ثم لكل حادث حديث، وبالفعل نجح في قيادتهم للمركز 16 وبفارق 5 نقاط عن مناطق الهبوط.
الموسم الماضي كان جمهور الساوث يعلق أملاً كبيراً على فريقه لكن البداية لم تكن مبشرة أبداً، الفريق من مجموع 13 مباراة لم يحقق سوى 6 نقاط من فوزين و بعد ذلك تلقى ضربة قاسية ربما كان ليكون المسمار الأخير الذي يدق في نعش رالف وطاقمه التدريبي حين خسر ب 9 أهداف دون رد أمام ليستر سيتي.
معظم الأندية كانت ستفكر بنفس تفكير جلّ المتابعين وهو جلب مدرب جديد لقيادة الفريق، لكن التريث جعل الأمور تنقلب رأساً على عقب حين رأت الإدارة أن عليها تجديد الثقة في المدرب وهو لم يخيب ظنهم ونجح في قيادة الفريق للنصف الأعلى من الجدول.
نجح في إنشاء فريق قادر على التحولات السريعة، هو فعلا مرعب في تلك الناحية يستغل جودة لاعبيه من حيث السرعة ليقوم بضرب الخصم وهذه هي قوة الفريق وقد أوضح هازنهوتل ذلك حين قال: “يمكننا دائمًا التغيير بسرعة كبيرة، في العام الماضي وفي الكثير من المباريات بدأنا بـ 4-2-2-2 وانتقلنا إلى 5-2-3؛ الأساسيات في كل شكل هي نفسها التحول السريع وضرب الخصم”.
رالف أصيب بوباء كورونا وغاب عن الخط في ثلاث مباريات وهي أمام: مانشستر سيتي وفولهام وويست هام، لم يستطع الفريق تسجيل أي هدف وكان أداؤه مخيباً للآمال وحين عاد مدربه اليوم نجح في الإطاحة بليفربول عبر ملحمة سيخلدها التاريخ طويلاً، وقتال لآخر الدقائق بدون رحمة و كأنها بمباراة ضمان البقاء.
الثقة تضاعفت بين المدرب و لاعبيه والتفاهم أصبح في أعلى مستوياته، الفريق يحتل المرتبة السادسة بفارق أربعة نقاط عن المتصدر، وهدفه الأول مقعد أوروبي وهذا الذي سيسعى نحوه طويلاً.
القصة جميلة و فيها من الحكمة ما يجعل العديد من مسؤولي الأندية تقدي بها فكيف كان حال ساوثهامبتون وكيف أصبح، فعلا كالفرق بين الثرى و الثرية وكل ذلك جاء عبر جملة: “نثق بك أكمل طريقك”.