يوم الحقيقة لإختبار فكرة “المهاجم الوهمي”


محمد عواد – يخوض فريقا برشلونة وبايرن ميونخ مباريات صعبة ضد أتلتيكو مدريد ومانشستر يونايتد على الترتيب، في إياب دور الثمانية لبطولة دوري الأبطال، وإن كان حال الفريق الألماني في موقف أفضل بعد تعادله خارج ملعبه 1-1 فإن كليهما يصنفان ضمن الفرق الأكثر إيماناً بفكر الاستحواذ والكرة الشاملة وكذلك كلاهما يطبقان في مناسبات كثيرة فكرة المهاجم الوهمي.

ولم يلتفت كثيرون إلى حقيقة فشل ليونيل ميسي بالتسجيل ضد أتلتيكو مدريد في 5 مواجهات متتالية وهو أشهر من لعب بمركز المهاجم الوهمي، في حين أن لقاء الذهاب بين العملاق البافاري والشياطين الحمر مر بلحظة حاسمة تمثلت بتقدم أصحاب الأرض، ثم تنازل بيب جوارديولا بسرعة عن فكرة المهاجم الوهمي التي حاول تطبيقها في تلك المباراة مخرجاً توماس مولر ودافعاً بماندزوكيتش، وبعد دخول الكرواتي في 3 دقائق كان تسجيل هدف التعادل الذي صنعه اللاعب الكرواتي نفسه.
دخول ماندزوكيتش في تلك المباراة زاد من فعالية الاطراف وزاد من خطورة العديد من تحركات اللاعبين، ورغم أن ذلك التبديل يحسب لجوارديولا لأنه لم يعاند من أجل فكرة يؤمن فيها، لكنه بنفس الوقت تهديد لفكرة أعادها المدرب الإسباني إلى عالم كرة القدم بقوة وهي فكرة المهاجم الوهمي، وسيزيد من هذا التهديد لو لعب ماندزوكيتش اليوم وأثبت أهميته وساعد فريقه على التأهل مما سيجعل لزاماً من ناحية منطقية على بيب الاستغناء عن التجربة التي بدأت معه منذ هزم ريال مدريد 6-2 في البرنابيو مطلقاً العنان لفكرة المهاجم الوهمي.
أما برشلونة فهو على الأغلب سيقوم بتغيير ما في شكله الهجومي قد ينهي فكرة المهاجم الوهمي بشكل أو بأخر، فالتسريبات تؤكد لجوء المدرب تاتا مارتينو إلى استخدام لاعب ساقط في منطقة الجزاء قد يكون سيسك فابريجاس، وهو التغيير الذي إن حدث مرافقاً مع تغيير مشابه في بايرن ميونخ وجاء كلاهما بالنتائج المرجوة قد يجعل كرة القدم تتردد بتبني هذا المركز، وهو الذي أصبح الموضة المطلوبة مؤخراً، وستعود فكرة المهاجم الوهمي للاستعمال في بعض المباريات وليس على طول الموسم كوسيلة للمفاجأة التكتيكية تماماً كما عادت للحياة في موسم 2008-2009 كمفاجأة تكتيكية اقتاحها تيتو فيلانوفا على جوارديولا قبل لقاء العودة في الكلاسيكو.
بقي أن نشير إلى أن فكرة المهاجم الوهمي ليست من اختراع جوارديولا وإنما تعود إلى الخمسينات مع المنتخب المجري الذي كاد أن يفوز بمونديال عام 1954، ويعد المهاجم المجري ناندور هيديكوتي أول مهاجم وهمي في تاريخ كرة القدم، في حين يعتبر ليونيل ميسي الأفضل في تاريخ كرة القدم بهذا المركز، والفكرة كلها تقوم على عدم الاعتماد على رأس حربة تقليدي وتحرير المهاجم الرئيسي نظراً لجودته بالتمرير والجري بالكرة والتسجيل، فيتم الاستفادة منه بالبناء ثم يتم تسلله إلى منطقة الجزاء في غفلة من المدافعين الذين سيكونوا مجبرين إما على ملاحقته خارج المنطقة وترك أماكنهم فيتسلل من خلالها أخرون أو انتظاره والسماح له بالتحكم بالكرة وبناء الهجمات.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *