مطحنة وكوابيس غير مسبوقة من أجل التأهل إلى دوري الأبطال

محمد عواد – كووورة – تعيش أوروبا حالة من الترقب الكروي غير المسبوق هذه الأيام، فلأول مرة منذ سنوات يكون التأهل إلى دوري أبطال أوروبا في الدوريات الخمسة الرئيسية يشهد هذا الحجم من المنافسة الشديدة، التي قد ينتج عنها مفاجآت مدوية.

في انجلترا على سبيل المثال، لم تشفع سلسلة الانتصارات لمانشستر يونايتد بأن يكون في موقف آمن، فهو يحتل المركز الرابع خلف ساوثامبتون بنقطتين، ويأتي ارسنال في المركز الخامس برصيد 39 نقطة أي بفارق نقطة واحدة عن الشياطين الحمر، ثم توتنهام (37 نقطة) وويست هام (36 نقطة)، وليفربول يحتل المركز الثامن وبفارق 7 نقاط فقط عن فريق لويس فان جال، رغم كل السلبيات التي عاشها وصيف الموسم الماضي.

أي فترة سيئة يمر بها أحد الفرق السابقة الذكر قد تجعل أحلامه تتبخر، وأي يقظة من فريق آخر ستخلق مشاكل كبرى لمن اعتقدوا أن تأهلهم لدوري أبطال أوروبا مضمون، وكوابيس تحيط بالبعض مثل غياب ارسنال ومانشستر يونايتد معاً عن دوري الأبطال، بسبب توفيق ساوثامبتون وربما نهضة لم تخطر على بال أحد من فريق آخر.

في المانيا أيضاً، يضمن بايرن ميونيخ مشاركته في دوري الأبطال كالعادة، ويبدو فولفسبورج يمشي بثقة على طريق العودة للبطولة، لكن المركزين الثالث والرابع المؤهلين للبطولة يشهدان منافسة شديدة، حيث يحتل ليفركوزن المركز الثالث برصيد 28 نقطة وبمسافة 5 نقاط فقط عن انتراخت فرانفكورت صاحب المركز التاسع.

7 فرق المانية تخوض معارك من أجل المركز الثالث والرابع، والجميع يبدو قادراً على المفاجأة وآيلا للسقوط أيضاً، مع تحذيرات من قبل البعض بأن استيقاظ بروسيا دورتموند في مرحلة الإياب قد يخلق مفاجآت لم يتوقعها أحد.

أما لفظ مطحنة فيصبح حقيقياً عند الحديث عن الليجا الإسبانية، حيث يتصدر الستة التقليديون في السنوات الأخيرة الترتيب، ولا يستطيع أتلتيكو مدريد حامل اللقب أن يشعر بالآمان لتأهله الموسم المقبل إلى دوري أبطال أوروبا، حيث يملك 41 نقطة أمام اشبيلية صاحب الـ 39 نقطة ومباراة مؤجلة، في حين يأتي فالنسيا خامساً برصيد 38 نقطة وفياريال سادساً برصيد 35 نقطة.

أتلتيكو مدريد وفالنسيا يتم التخطيط فيهما على ضمانة المشاركة كل موسم في دوري أبطال أوروبا، وأي زلة قدم في ظل الضغوط الكبيرة من اشبيلية المتميز هذا الموسم وفياريال صاحب مخزون الموهبة الكبير قد يؤدي إلى كوارث في مشاريعهم، فهم غير مؤهلين مالياً على الاحتفاظ بلاعبيهم لو حدث مثل هذا الأمر، لذلك ستكون المعركة على أشدها في الأسابيع المقبلة حتى خلق الثبات في المراكز.

مشروع كبير آخر مهدد في فرنسا، فالكلام يبدو مثل الخيال لكنه ممكن نظراً لما يحدث على أرض الملعب، حيث يحتل باريس سان جيرمان المركز الثالث بـ 41 نقطة وبفارق نقطة واحدة عن سانت اتيان صاحب المركز الرابع، أما موناكو فيحتل المركز الخامس برصيد 36 نقطة.

نتائج فريق لوران بلان لا تليق بالأسماء التي يملكها، ومن الواضح أن هناك شيء خاطىء يتعلق بذهنية اللاعبين وأجواء غرف تغيير الملابس، وإن لم يستطع بلان الوصول إلى حل حقيقي يحقق من خلاله نتائج مستقرة دون مفاجآت ويتوقف عن سلسلة الانتصارات الصعبة، فقد تحدث كارثة لم يتوقعها أحد، عدم تأهل فريق مدجج بالنجوم إلى دوري الأبطال، أو إجباره على خوض الملحق.

وشهدت أخر 6 مباريات إهدار باريس سان جيرمان لعشر نقاط، الأمر الذي يعزز من أحلام ليون ومرسيليا بالبقاء في المركز الأول والثاني، لأن خصمهما الأقوى يبدو فاقداً للتوازن، ويعتمد حالياً على جودة أفراده لا على ذاته كفريق.

وفي ايطاليا، يحجز يوفنتوس وروما البطاقتين الأولى والثانية، في حين تشهد البطاقة الثالثة قتالاً وطمعاً غير مسبوقين، فالجميع يريد أن يكون في أوروبا، نابولي يحتل هذا المركز حالياً برصيد 33 نقطة مشتركاً مع سامبدوريا، لكن حتى ميلان الذي يشغل المركز العاشر برصيد 26 نقطة قد يخلق فارقاً لو استيقظ، علماً أنه أهدر 10 نقاط في أخر 5 مباريات، لم يحقق خلالها إلا انتصار واحد.

أربعة أشهر من كرة القدم باقية، وكل شيء ممكن أن يحدث في أوروبا، الصراع مستمر على اللقب بشدة بين فريقين في كل بطولة تقريباً، لكن الصراع الأكثر إثارة على باقي المراكز، حيث أن من يحتل المركز العاشر في بعض البطولات يملك حلماً وأملاً بالمشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل. 

تابع جديدنا على الفيسبوك:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *