أسامة زهير- توّج ليفاندوسكي بجائزة أفضل لاعب في العالم المقدمة من الفيفا بعد أن حصد العديد من الألقاب والجوائز في سنة تُعتبر هي الأفضل بمسيرته مع الفريق البافاري، ولو أن لأول مرة نرى معظم المشجعين والخبراء يتفقون على أحقية نجم واحد لهذه الجائزة فدائماً كنا نرى نقاشات طويلة بعد الإعلان عن الفائز.
وفي نفس الوقت تفاجئ البعض بأن التشكيلة المثالية لم يتواجد فيها الحارس الأفضل في العالم ألا وهو مانويل نوير وكان اليسون بيكر هو من تم إختياره فيها ومن هنا يحدث الجدل الذي ربما لا يكون له مقياس ولا منطق حقيقي.
وقبلها بأيام قررت صحيفة (فرانس فوتبول) أن تصنع الحدث وتختار التشكيلة الأفضل في تاريخ كرة القدم وبعد الإعلان عنها أصبح الخبر حديث الساعة لأن العديد من الآساطير ظُلموا فيها ولديهم جمهور كبير في عالم المستديرة فكيف لا يتواجدوا بها! فهو قرار غير عادل..
لنعود للوراء قليلاً وبالتحديد عندما توّج ميسي في عام 2010 وتوّج رونالدو في 2013 بالجوائز الفردية كان هناك نجمان في نفس السنتين يستحقان هذه الجوائز لأن عام 2010 كان شنايدر الذي توّج بالثلاثية مع ناديه ووصل لنهائي كأس العالم الأحق بها، ونفس الشيء عام 2013 عندما توّج ريبري مع ناديه بالثلاثية وفي النهاية كان مجرد ضيف شرف في حفل توزيع الجوائز، و ربما يكون هنالك نجوم غيرهم قد تكرر معهم نفس الشيء.
كلنا نعلم أن كرة القدم هي رياضة جماعية لذلك من الظلم أن نختار لاعب واحد فقط في الفريق هو الأفضل فلولا زملائه لما إستطاع تحقيق ما حققه في المباريات، وإن وجدنا نجم يشبه الأبطال الخارقين (كما تحب الفيفا وصحيفة فرانس فوتبول وبعض الجماهير) ونريد أن نتوّج مجهوده بمثل هذه الجوائز فيجب أن يكون على مقياس منطقي وواقعي وهو الإطلاع على أرقام أبرز النجوم التي توّجت مع فريقها بالأبطال او حتى كأس العالم (عندما يصادف في نفس السنة) وإن غابت الأرقام فيُمكن إختيار اللاعب الأكثر تأثيراً في الملعب ويُعتبر القلب النابض للفريق (فليس شرطاً أن يكون مهاجم أو هداف فقط) وهذا ينطبق أيضاً على تشكيلة العام، اما إختيار اللاعبين الذين توّجوا بها من قبل دون إنجاز حقيقي حتى لو كانت أرقامهم كبيرة يُعتبر مجاملة وينقص من قيمة الجوائز لا غير.
فالحقيقة أن الإعلام والمسؤولين عن هذه الجوائز ليس لديهم مقياس حقيقي يقنعوا بها الجماهير فقط هم يحبوا أن يصنعوا الإثارة والدليل بإختيار أفضل تشكيلة في التاريخ يُعتبر أمر صعب جداً فلو هناك منطق كان يجب إختيار أفضل تشكيلة لكل جيل والسبب هو إختلاف الظروف والضغوط والتطوّر الذي يطرأ في كرة القدم فلو جاء لاعب من القِدم الآن ربما لم يقدم نفس المستوى رغم موهبته الكبيرة والعكس صحيح إذا حدث مع نجم الآن وعاد للماضي، لكن صحيفة (فرانس فوتبول) بعد غياب حفل جائزتها بالكرة الذهبية أحبت أن تصنع الحدث لتعوّض حدثها السابق (الكرة الذهبية) ولكي لا تغيب عن الساحة وعن ذاكرة الجماهير.
وكذلك المصوّتين عادة ما ينجرفون وراء الصدى الذي يحدث من إنجاز بكسر رقم قياسي من نجم كبير أو غيره، وحتى الفيفا التي دائماً تختار مصلحتها وتلهث وراء من هو لديه شهرة أكثر وهالة إعلامية أكبر ليكون لجوائزها تأثيراً أكبر على الجماهير بصنع الجدل وهذا الذي يجب أن يتغير لتكون عادلة ويتوج بمن هو أحق بها، ولهذا أعتبر الإعلام عامةً يُحب أن يصنع الدراما التي تعتبر شيء مكمل خارج الملاعب في كرة القدم، ففي النهاية مهما حدث ومهما غاب نجم أو أسطورة عن تشكيلة أو عن جائزة ما فهذا لن يقلل من قيمته ابداً فسيظل ذكرى إنجازاته الكبيرة في قلوب الجماهير التي ستحبه وستتذكره دائماً.